السائل: فقوله (الرحمن على العرش استوى قال أبو عبد الله عليه السلام بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش باين من خلقه من غيران يكون العرش حاملا له ولا أن يكون العرش حاويا له ولا ان العرش محتازا له ولكنا نقول هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال: وسع كرسيه السماوات والأرض فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا له، وأن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان أو إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه.
1034 - وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه عليه السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع ثم السماوات السبع والبحر المكفوف وجبال البرد، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة في (1) وهو سبعون ألف حجاب، يذهب نورها بالابصار، وهذا والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة في والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب في الكرسي كحلقة في فلاة في ثم تلا هذه الآية: (وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) وفى روضة الكافي باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.
1035 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي، لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع، ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية وصفة الإرادة وعلم الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبداء، فهما في العلم بابان مقرونان لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال رب العرش العظيم أي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.
1036 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل