لابد من الإجابة عنها لمن يدعي، معرفة ما تفرضه المهمات الرسالية للأنبياء.
3 - إن آصف بن برخيا لم يكن نبيا، وليس لديه مهمات رسالية.. فلماذا أعطاه الله قدرة فوق قدرة عفريت من الجن - كما تنص الآية - مكنته من أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس، قبل ارتداد الطرف، وذلك بعلم من الكتاب.
4 - لماذا آثر سليمان (ع) أن يتصرف تصرفا غير عادي تجاه بلقيس، حيث قال لمن حوله (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين)، فآثر إظهار القوة الخارقة التي تقهر عقولهم. على استعمال قوة السلاح وفرض السلام أو الإسلام عليهم.
5 - كيف ثبت لهذا البعض، ثم كيف يثبت لنا أن الربط بين النبوة وبين القوة الخارقة للعادة هو من مصاديق التصور المنحرف؟!
وهل انحرافه عن تصورات هذا البعض؟ أم كان انحرافه عن الحق والحقيقة؟!!
6 - ما معنى رفضه للقاعدة العقلية القاضية.. بقبح قيادة المفضول للفاضل، فهل يريد التمهيد لتصحيح خلافة أبي بكر، وفقا لمقولة معتزلة بغداد بجواز إمامة المفضول، والتي عبر عنها ابن أبي الحديد المعتزلي في كلمته الشهيرة في مفتتح كتابه (شرح نهج البلاغة) حيث قال: (الحمد لله الذي قدم المفضول على الفاضل). أي قدم أبا بكر على علي عليه السلام.
7 - وانظر إلى دليله الذي ساقه على عدم صحة مقولة لزوم كون النبي هو الأكمل والأشجع و.. حيث قاس ذلك على القيادات الظالمة والمنحرفة، حيث لا يفترض فيها - عندهم - أن يكون القائد أشجع من جنوده. فإنها مبنية في الغالب على الأهواء، وعلى الجهل بحقيقة الأشخاص وطاقاتهم.
8 - ولو صح ما ذكره من أن القيادة لا تتطلب الا أن تكون في مركز التفوق، والكمال في القطاع الذي تتولى قيادته، لجاز لنا أن نقول له: بل هي لا تتطلب التفوق أصلا، بل يكفي المساواة بين القائد وبين الآخرين، بل حتى لو كان أقل من الآخرين، فإنه يكفي له ما يحفظ به ما يوكل إليه من أمر قيادته.
9 - حتى لو كان الآخرون من أعلم الناس بشؤون وشجون ذلك الامر الذي هو محط النظر.