لعيسى (ع) أو لغيره من عبيد الله المطيعين.؟! وكيف صحت لعبيد الله المطيعين من غير المعصومين بينما منع من صحتها في حق الأئمة الأطهار عليهم السلام؟.
ثم كيف لم تثبت الولاية التكوينية عنده بحسب الدلالة القرآنية - كما يقول - مع أن الله تعالى يصرح في كتابه فيقول: (إذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني) وهذه الآية صريحة الدلالة على إعطاء الله تعالى لعيسى (ع) الولاية التكوينية.
قد يقال: قد قيد الله تعالى كل ذلك بإذنه، فلا دلالة على ما تقولون من أنه (ع) يتصرف باختياره من دون إذن الله.
والجواب:
أولا: لم ندع أن أصحاب الولاية التكوينية يمكن أن يفعلوا شيئا بغير إذن الله.
ثانيا: قال الله تعالى (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) ففي هذه الآية دلالة على أن الفعل - وهو الإيمان - مع كونه اختياريا، فهو صادر عن العبد بإذن الله تعالى. فكذلك الأفعال التي يقوم بها المعصوم صاحب الولاية التكوينية، فهي مع كونها صادرة عنه بكامل اختياره (ع)، كلها حادثة بإذن الله.
4 - إن من يقرأ القرآن يدرك أنه لا يمكن أن يكون كله دليلا على نفي الولاية التكوينية، بل في القرآن ما يدل على إعطاء الولاية التكوينية لمثل آصف بن برخيا، الذي جاء بعرش بلقيس من اليمن قبل ارتداد الطرف.. ودعوى أن الله لم يعطه أزيد من مقدار الحاجة في دوره الموكول إليه تحتاج إلى دليل، فان هذا المستدل نفسه يقول: إن النفي يحتاج إلى دليل كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل.
على انه لم نتبين كيف كانت حاجة سليمان في دوره النبوي لإحضار عرش بلقيس، فهل كانت حاجته الإتيان بعرشها قبل ارتداد الطرف، في حين أن عفريتا من الجن كان قد عرض عليه أن يأتيه به قبل أن يقوم من مقامه. وكل هذا لا ربط له بالدور الظاهري لسليمان النبي (ع).
5 - إن ذلك البعض قد ذكر في أجوبته على المرجع الديني الشيخ