" أن دور البيئة في صنع شخصية ابن نوح كان قويا إلى درجة يعجز النبي نوح عن مواجهة تأثيراتها، حتى كانت النتيجة هي الهلاك والبوار لولده.. " وذكر هذا البعض أيضا أن ضغط الدعوة على النبي والوصي والعالم في تعقيداتها وتحدياتها ومشاكلها قد يشغل الإنسان عن بيته، بحيث يعيش منفتحا على العالم ومنغلقا عن أهله.. وأن المجتمع المنحرف قد يأخذ من النبي أهله دون مقاومة، باعتبار أن مسألة المقاومة كانت موجهة للمجتمع الكبير.
ثم مثل لذلك بامرأة نوح، وامرأة لوط، وبابن نوح، الذي تأثر بتربية أمه أكثر من خضوعه لأبيه، لقربه منها أكثر من قربه من أبيه..
ونقول له:
إن كلامه هذا يعطينا كل الحق في أن نرفض ما قاله في حق الزهراء (عليها السلام) من أنه لا يجد فيها، ولا في أمها خديجة الكبرى، وابنتها زينب - لا يجد - خصوصية إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهن إمكانيات النمو الروحي والعقلي، والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي، ولا نستطيع إطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة تخرجهن عن مستوى المرأة العادي، لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي، على حد تعابيره في كتابه: تأملات حول المرأة.
وقد تحدثنا عن ذلك بالتفصيل في محله من هذا الكتاب.. فراجع.
وكلامه هنا يثبت صحة ما فهمناه من كلامه هذا، وأنه لا يرى للزهراء عصمة، إلا بمقدار ما حققته ظروفها الطبيعية لها، بحيث إنها لولا تلك الظروف لكان سبيلها سبيل ابن نوح، وغيره من الجناة والعصاة.
2 - إن بيت النبي والوصي يعتبر جزءا من المجتمع الذي بعث لهدايته ورعايته، وتربيته، وإقامة الحجة عليه.
فلا معنى لأن ينغلق عنه - على حد تعبير هذا البعض - ولا لأن يشغله المجتمع الكبير عن الصغير..
كما أن على النبي المبعوث أن يقاوم الانحراف أينما كان، وحيثما وجد،