ثم إننا لا ندري لماذا يصر هذا الرجل على كون المفاضلة هي في المسؤولية في الحياة، ولا ربط لها بمقاماتهم الغيبية سلام الله عليهم. مع أنه لا يملك دليلا على دعواه هذه.. سوى الادعاء والاستحسان!.
خامسا: إن كان يريد: أن التفاضل في المسؤولية هو الموجب للتفاضل في الآخرة وعلو الدرجات؛ بسبب كثرة العمل الناشئ عن حجم المسؤولية، فمعنى ذلك: هو أن لا يبقى ثمة من فرق في ذات الأنبياء بين نبي ونبي، وذلك يعني، أن ما جوزه هذا البعض على يونس (ع) وآدم (ع)، ونوح (ع)، وموسى (ع) والخ.. لا بد أن يجوز صدوره من نبينا الأكرم (ص)، فيمكن أن يكون نبينا (ص) ساذجا وأن يرتكب معاصي، تشبه معصية إبليس، ثم يتوب كما جرى لادم (ع)، وأن يرتكب جرائم دينية، ويقتل أنفسا بريئة، وأن لا يعرف تكليفه الشرعي فيما يرتبط بهداية الناس، كما يزعم البعض جريانه في حق موسى (ع) وهارون (ع)، وأن.. إلى آخر القائمة التي سنذكرها قريبا.
فإن كان مراده غير ذلك، فعليه أن يشرح لنا كيف ومن أين جاء ارتفاع الدرجات وتدانيها في الآخرة.
سادسا: ليت هذا البعض يدلنا على وجه التفاضل بين مسؤولية إبراهيم (ع) ومسؤولية نبينا الأكرم (ص)، أو مسؤولية عيسى، ومسؤولية سليمان عليهم السلام.
سابعا: إن قول هذا البعض: إن تفضيل الله تعالى بعض الأنبياء على بعض لا يمثل مسؤولية أتباعهم.. غير سديد، فقد حدثنا النبي والأئمة عليهم السلام عن أفضلية السيدة الزهراء، عليها السلام على مريم بنت عمران، وعن أفضلية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) على بقية التسعة من ذرية الإمام الحسين عليه السلام. وعن أفضلية الإمام أمير المؤمنين على الحسن والحسين عليهم السلام: (وأبوهما خير منهما).
وحدثونا أيضا عن أفضلية سلمان إلى غير ذلك مما لا مجال لاستقصائه، أضف إلى ما تقدم أن على الإنسان المؤمن أن يلتزم خط القرآن، ونهج أهل البيت عليهم السلام في كل تفاصيله وحيثياته، فلا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه