احذر والسلام! فلما قتل علي وكان من أمر زياد ومصالحة معاوية ما كان، رأى معاوية أن يستميل زيادا ويستصفي مودته باستلحاقه، فاتفقا على ذلك وأحضر الناس وحضر من شهد لزياد، وكان فيمن حضر خمار يقال له أبو مريم السلولي فقال له معاوية: بم تشهد يا أبا مريم؟ فقال: أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب مني بغيا، فقلت له: ليس عندي إلا سمية، فقال ائتني بها على قذرها ووضرها، فأتيته بها فخلا معها، ثم خرجت من عنده وإن إسكتيها ليقطران منيا، فقال له زياد: مهلا أبا مريم إنما بعثت شاهدا، ولم تبعث شاتما!
فاستلحقه معاوية! وكان استلحاقه أول ما ردت به أحكام الشريعة علانية، فإن رسول الله (ص) قضى بالولد للفراش وللعاهر الحجر، وقضى معاوية بعكس ذلك طبقا لما كان العمل عليه قبل الإسلام. يقول الله تعالى: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (المائدة: 50) وقد لام معاوية على هذه الفعلة الشنيعة أهل الدين والفضل، وعيره أهل الشعر والنقد وكتب إليه ابن مفرغ الحميري.
ألا أبلغ معاوية بن صخر * مغلغلة من الرجل اليماني أتغضب أن يقال أبوك عف * وترضى أن يقال أبوك زاني فأشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان).
وكتب زياد إلى الإمام الحسن (عليه السلام): (من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن علي... فكتب اليه الحسن (عليه السلام): (من الحسن بن فاطمة بنت رسول الله (ص) إلى زياد بن سمية عبد بني ثقيف: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الولد للفراش وللعاهر الحجر...) فغضب زياد وأرسل الكتاب إلى معاوية يشكو اليه! (تاريخ دمشق: 19 / 198، وشرح النهج: 16 / 193، والنصائح الكافية / 78، والإيضاح / 549، والقواعد الفقهية للبجنوردي: 4 / 24).
أقول: زياد هذا يعرف بزياد بن عبيد وزياد بن أبيه وابن سمية، وهي جارية