البيت (عليهم السلام) في وجه ثقافة الحاخامات وتلاميذهم رواة الخلافة، ومن ذلك تكذيب أمير المؤمنين (عليه السلام) لكعب في مجلس عمر عندما قال كعب: (إن الله تبارك وتعالى كان قديما قبل خلق العرش وكان على صخرة بيت المقدس في الهواء، فلما أراد أن يخلق عرشه تفل تفلة كانت منها البحار الغامرة واللجج الدائرة. فقال له (عليه السلام): غلط أصحابك وحرفوا كتب الله وفتحوا الفرية عليه! يا كعب ويحك! إن الصخرة التي زعمت لا تحوي جلاله ولا تسع عظمته، والهواء الذي ذكرت لا يحوز أقطاره، ولو كانت الصخرة والهواء قديمين معه لكان لهما قدمته، وعز الله وجل أن يقال له مكان يومى إليه). (البحار: 36 / 194) وسأله كعب يوما: (يا أبا الحسن أخبرني عن أول عين جرت على وجه الأرض؟ فقال (عليه السلام): تزعم أنت وأصحابك أنها العين التي عليه صخرة بيت المقدس، قال كعب: كذلك نقول، قال: كذبتم يا كعب ولكنها عين الحيوان وهي التي شرب منها الخضر فبقي في الدنيا). (خصائص الأئمة للشريف الرضي / 90). وقد تقدم غضب الإمام الباقر (عليه السلام) وتكذيبه كعبا وصاحبه في تفضيل الصخرة.
6 - دافع ابن تيمية على طريقته عن عبد الملك بأنه أراد أن يصرف الناس عن ابن الزبير، وأغمض عن منعه المسلمين من الحج وتحجيجهم إلى بيت المقدس وجعل قبة الصخرة مقابل الكعبة! قال في اقتضاء الصراط / 435، ومجموع الفتاوى: 27 / 12: (وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان. ولكن لما تولى ابنه عبد الملك الشام ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة كان الناس يحجون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبد الملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير فبنى القبة على الصخرة وكساها في الشتاء والصيف