علي فإني من بغية ما وصف. قال معاوية: قد تزوجتها فزوجه وبنى بها فولدت له يعني يزيد). انتهى. لكن ميسونا سرعان ما كرهت معاوية ولم تحبه ووصفته في أبيات بأنه: (علج معلوف)! لسمنه وكثرة أكله، فطلقها وهي حامل بيزيد فرجعت إلى قومها النصارى في بادية بني كلب وولدت يزيدا فنشأ بينهم وألف حياتهم وكان أكثر وقته بينهم حتى بعد أن صار خليفة، حتى مات عندهم في حوارين، وتسمى القريتين وكان كل سكانها نصارى. قال في تاريخ دمشق: 70 / 134، عن ميسون: (فبقيت عنده مديدة! فسئمته فأنشأت تقول وحنت إلى وطنها:
لبيت تخرق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من قط ألوف وبكر يتبع الأظعان صعب * أحب إلي من بغل زفوف ولبس عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف وخرق من بني عمي نحيف * أحب إلي من علج عليف وأصوات الرياح بكل فج * أحب إلي من نقر الدفوف خشونة عيشتي في البدو أشهى * إلى نفسي من العيش الطريف فما أبغي سوى وطني بديلا * فحسبي ذاك من وطن شريف فقال معاوية جعلتني علجا! وطلقها وألحقها بأهلها).
وفي الحماسة البصرية / 244: (ما كفى أن جعلتني علجا حتى جعلتني عليفا).
وفي حياة الحيوان / 994: (طالق ثلاثا، مروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها ثم سيرها إلى أهلها بنجد، وكانت حاملا بيزيد فولدته بالبادية). انتهى. والصحيح بادية كلب المتصلة ببادية السماوة ونجد التي منها نائلة زوجة عثمان وقد برروا زواج معاوية بنصرانية على زوجاته المسلمات بزواج عثمان، ففي تاريخ دمشق: 70 / 138: (إن عثمان بن عفان تزوج نائلة بنت الفرافصة وهي نصرانية على نسائه).