قال المسعودي في التنبيه والإشراف / 264: (وكان (يزيد) آدم شديد الأدمة عظيم الهامة بوجهه أثر جدري بين، يبادر بلدته (اللدة الترب والمعنى: يغدر بمن يعيش معه) ويجاهر بمعصيته، ويستحسن خطأه ويهون الأمور على نفسه في دينه، إذا صحت له دنياه).
وقال الذهبي الأموي في سير أعلام النبلاء: 4 / 35: (وكان ضخما كثير الشعر شديد الأدمة بوجهه أثر جدري فقال الناس: هذا الأعرابي الذي ولي أمر الأمة).
وحذف السيوطي من صفاته شدة السمرة والجدري فقال في تاريخ الخلفاء / 161: (كان ضخما كثير اللحم كثير الشعر). وجعل القلقشندي سمرته عادية غير شديدة لكنه اعترف بأنه أجعد الشعر فقال في مآثر الإنافة: 1 / 115: (وكان آدم اللون طويلا جعد الشعر أحور العينين، بوجهه آثار جدري حسن اللحية خفيفها، وكان قد أقام مع أمه ميسون في قومها بني كلب بالبادية فتعلم منهم الفصاحة). انتهى.
وجعودة شعر يزيد رغم بياض والده وزرقة والدته، تفتح الباب لاحتمال صدق شهادة النسابة الكلبي القريب من عصره، بأن أمه كان لها علاقة مع عبد أبيها، وأن يزيدا منه! قال ابن راشد في إلزام الناصب / 169: (رووا أن أمه بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد، وإلى هذا المعنى أشار النسابة الكلبي يقول: فقد قتل الدعي وعبد كلب * بأرض الطف أولاد النبي أراد بالدعي عبيد الله بن زياد... ومراده بعبد كلب: يزيد بن معاوية لأنه من عبد بجدل الكلبي). انتهى. ويؤيده ما رويناه في تفسير قوله تعالى: وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد. (غافر: 26) فقد سأل أحدهم الإمام الباقر (عليه السلام): من كان يمنعه؟ قال: (منعته رشدته، ولا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء (عليهم السلام) إلا أولاد الزنا)! (المحاسن: 1 / 108، وعلل الشرائع: 1 / 58) * *