ولا ننس أن أبا سفيان (وكان معاوية إلى جنبه) قد بذل جهدا متواصلا لقتل النبي (صلى الله عليه وآله) أو سمه ونذر بعد معركة بدر أن لا يمس بدنه الماء حتى يقتله! وأرسل القرشيون وهم بقيادته عدة أشخاص منهم وهب بن عمير وجعلوا له جائزة من الذهب (أواقي على أن يقتل النبي (صلى الله عليه وآله) فأطلعه الله على ذلك). (ابن أبي شيبة: 8 / 329، وأسد الغابة: 5 / 97). ولم تفتر محاولاتهم بمعاونة اليهود لقتله حتى بعد أن صاروا (مسلمين) طلقاء! وقد ذكرنا في المجلد السابع من " الإنتصار " بضع عشرة محاولة لاغتيال للنبي (صلى الله عليه وآله) من اليهود وقريش أبي سفيان!
وفي تفسير الرازي: 10 / 162: (قال أبو بكر الأصم: إن قوما من المنافقين اصطلحوا على كيد في حق الرسول (ص) ثم دخلوا عليه لأجل ذلك الغرض، فأتاه جبريل فأخبره به فقال (ص): إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه، فليقوموا وليستغفروا الله حتى أستغفر لهم! فلم يقوموا فقال: ألا تقومون؟ فلم يفعلوا! فقال (صلى الله عليه وآله): قم يا فلان قم يا فلان حتى عد اثني عشر رجلا منهم! فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا أنفسنا فاستغفر لنا! فقال: الآن! أخرجوا. أنا كنت في بدء الأمر أقرب إلى الاستغفار، وكان الله أقرب إلى الإجابة. أخرجوا عني)! انتهى.
فمن هؤلاء المنافقون الذين لا يسميهم رواة الخلافة سترا عليهم؟! ولم يعاقبهم النبي (صلى الله عليه وآله) حتى لا ترتد قريش لأنهم من شخصياتها وزعمائها؟!
روى الحاكم في المستدرك: 3 / 59، ونحوه / 64: (عن داود بن يزيد الأودي قال: سمعت الشعبي يقول: والله لقد سم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسم أبو بكر الصديق، وقتل عمر بن الخطاب صبرا، وقتل عثمان بن عفان صبرا، وقتل علي بن أبي طالب صبرا، وسم الحسن بن علي، وقتل الحسين بن علي صبرا، فما نرجو بعدهم)؟!