وكان عدي بن حاتم أول الناس عسكرا!
وقام قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، ومعقل بن قيس الرياحي، وزياد بن صعصعة التيمي، فأنبوا الناس ولاموهم وحرضوهم، وكلموا الحسن (عليه السلام) بمثل كلام عدي بن حاتم في الإجابة والقبول، فقال لهم الحسن (عليه السلام):
صدقتم رحمكم الله! ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة فجزاكم الله خيرا. ثم نزل. وخرج الناس فعسكروا ونشطوا للخروج، وخرج الحسن إلى العسكر، واستخلف على الكوفة المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وأمره باستحثاث الناس وإشخاصهم إليه فجعل يستحثهم ويستخرجهم حتى يلتئم العسكر. وسار الحسن في عسكر عظيم وعدة حسنة، حتى نزل دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثا حتى اجتمع الناس، ثم دعا عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فقال له: يا ابن عم، إني باعث إليك اثني عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر، الرجل منهم يزيد الكتيبة، فسر بهم وألن لهم جانبك وابسط لهم وجهك وافرش لهم جناحك وأدنهم من مجلسك، فإنهم بقية ثقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفرات ثم تصير إلى مسكن، ثم امض حتى تستقبل بهم معاوية، فإن أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك فإني على أثرك وشيكا وليكن خبرك عندي كل يوم، وشاور هذين يعني قيس بن سعد وسعيد بن قيس. وإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك فإن فعل فقاتله، وإن أصبت فقيس بن سعد على الناس، وإن أصيب قيس بن سعد فسعيد بن قيس على الناس. فسار عبيد الله حتى انتهى إلى شينور حتى خرج إلى شاهي، ثم لزم الفرات والفلوجة حتى أتى مسكن). (مقاتل الطالبيين / 40. ومسكن من الدجيل قرب سامراء - معجم البلدان: 5 / 127).