وما ترويه العامة والخاصة وسألته أن يشرح لي، ذلك، فكتب بخطه اتفق الجميع لا تمانع بينهم ان المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فإذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة ثم لم تخل تلك المعرفة من أن تكون ايمانا أو ليست بايمان، فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية ايمانا فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بايمان لأنها ضده فلا يكون في الدنيا مؤمن لأنهم لم يروا الله عز ذكره، وان لم يكن تلك المعرفة التي من جهة الروية ايمانا لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب ان تزول ولا تزول في المعاد، فهذا دليل على أن الله عز ذكره لا يرى بالعين إذا لعين تؤدى إلى ما وصفناه.
228 - علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني ومحمد ابن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه: فقولك. اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فانى اعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل، غير انى أحب ان تشرح لي ذلك فقال: يا فتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشئ اللطيف أو لا ترى - وفقك الله وثبتك - إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف، ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس (1) وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى والحدث المولود من القديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار، وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن بعض منطقها، وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وانه مالا نكاد عيوننا تستبينه لدمامه خلقها (2) لا تراه عيوننا، ولا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة وان كل صانع شئ فمن شئ صنع والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.
229 - علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: واما