عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لأربع واحدة للقتل والهزيمة حسبنا الله ونعم الوكيل يقول الله: (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء الحديث.
440 - في مجمع البيان وقال مجاهد وعكرمة: نزلت هذه الآيات في غزوة بدر الصغرى، وذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد حين أراد ان ينصرف، يا محمد موعد ما بيننا وبينك موسم بدر الصغرى لقابل ان شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، ذلك بيننا وبينك، فلما كان العام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية مر الظهران (1) ثم القى عليهم الرعب، فبدا له من الرجوع، فلقى نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا، فقال له أبو سفيان، انى واعدت محمدا وأصحابه ان نلتقي بموسم بدر الصغرى، وان هذه عام جدب ولا يصلحنا الا عام يرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن، وقد بد إلى أن لا أخرج إليها وأكره ان يخرج محمد ولا أخرج انا فيزيدهم ذلك جرأة، فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل، أضعها على يدي سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان، فقال لهم، بئس الرأي رأيكم أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت (2) منكم الا شريد فتريدون ان تخرجوا وقد جمعا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد فكره أصحاب رسول - الله الخروج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي فاما الجبان فإنه رجع، واما الشجاع فإنه تأهب للقتال وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه حتى وافى بدر الصغرى وهو ماء لبنى كنانة وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية، يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام، فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان وقد انصرف أبو سفيان من مجنة إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق،