____________________
والعود في يوم واحد.
وأما رواية ابن مسلم فإنها وإن كانت مشعرة بذلك إلا أنها غير صريحة فيه، بل ربما لاح منها أن التعليل بكونه " إذا ذهب بريدا ورجع بريدا شغل يومه " إنما وقع على سبيل التقريب إلى الأفهام، كما يشعر به إطلاق التقصير في البريد أولا.
وثالثا: أن الظاهر من رواية معاوية بن عمار (1) المتضمنة لتوبيخ أهل مكة على الإتمام بعرفات كون الخروج للحج، وقد وقع التصريح بذلك في رواية إسحاق بن عمار حيث قال فيها، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: في كم التقصير: فقال: " في بريد، ويحهم كأنهم لم يحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله " (2).
وحسنة الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " إن أهل مكة إذا خرجوا حجاجا قصروا، وإذا زاروا ورجعوا إلى منازلهم أتموا " (3) والخروج للحج لا يتحقق معه الرجوع ليومه.
وجمع الشيخ في كتابي الأخبار بين هذه الروايات بوجه آخر، وهو تنزيل أخبار الثمانية على الوجوب، وأخبار الأربعة على الجواز (4) (5). وحكاه بعض مشايخنا المعاصرين عن جدي - قدس سره - في الفتاوى، ومال إليه في روض الجنان حتى أنه استوجه كون القصر أفضل من الإتمام (6). ولا ريب في قوة هذا
وأما رواية ابن مسلم فإنها وإن كانت مشعرة بذلك إلا أنها غير صريحة فيه، بل ربما لاح منها أن التعليل بكونه " إذا ذهب بريدا ورجع بريدا شغل يومه " إنما وقع على سبيل التقريب إلى الأفهام، كما يشعر به إطلاق التقصير في البريد أولا.
وثالثا: أن الظاهر من رواية معاوية بن عمار (1) المتضمنة لتوبيخ أهل مكة على الإتمام بعرفات كون الخروج للحج، وقد وقع التصريح بذلك في رواية إسحاق بن عمار حيث قال فيها، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: في كم التقصير: فقال: " في بريد، ويحهم كأنهم لم يحجوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله " (2).
وحسنة الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: " إن أهل مكة إذا خرجوا حجاجا قصروا، وإذا زاروا ورجعوا إلى منازلهم أتموا " (3) والخروج للحج لا يتحقق معه الرجوع ليومه.
وجمع الشيخ في كتابي الأخبار بين هذه الروايات بوجه آخر، وهو تنزيل أخبار الثمانية على الوجوب، وأخبار الأربعة على الجواز (4) (5). وحكاه بعض مشايخنا المعاصرين عن جدي - قدس سره - في الفتاوى، ومال إليه في روض الجنان حتى أنه استوجه كون القصر أفضل من الإتمام (6). ولا ريب في قوة هذا