____________________
يكن ذلك الابتهاج عجبا. وإن كان من حيث: كونها صفة قائمة به ومضافة إليه، فاستعظمها وركن إليها ورأى نفسه خارجا عن حد التقصير بها، وصار كأنه يمن على الله سبحانه بسببها، فذلك هو العجب المهلك، وهو من أعظم الذنوب حتى روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك (1).
انتهى.
واعلم أن العجب مطلقا سواء كان بالعمل أو بغيره من أكبر الرذائل وأعظم المهلكات، فاختلفت عباراتهم في. حقيقته، فقيل: العجب: ظن الإنسان بنفسه استحقاق منزلة وهو غير مستحق لها. وقيل: هو هيئة نفسانية تنشأ من تصور الكمال في النفس والفرح به والركون إليه من حيث إنه قائم به وصفة له، مع الغفلة عن قياس النفس إلى الغير بكونها أفضل منه، وبهذا القيد ينفصل عن الكبر، إذ لا بد في الكبر أن يرى لنفسه مرتبة ولغيره مرتبة ويرى مرتبته فوق مرتبة الغير.
وقيل: هو استعظام الإنسان نفسه عما يتصور أنه فضيلة له، ومنشأ ذلك الحكم هو النفس الأمارة، فيتوهم الإنسان أن تلك الفضيلة حصلت له عن استحقاق وجب له بسعيه وكده مع قطع النظر عن واهب النعم ومفيضها.
وقيل: هو أن يرى الإنسان نفسه بعين الاستحسان لأفعالها وما يصدر عنها من عادة أو عبادة أو كثرة وزيادة في أمر، وذلك مذموم، لأنه حجاب للقلب عن
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك (1).
انتهى.
واعلم أن العجب مطلقا سواء كان بالعمل أو بغيره من أكبر الرذائل وأعظم المهلكات، فاختلفت عباراتهم في. حقيقته، فقيل: العجب: ظن الإنسان بنفسه استحقاق منزلة وهو غير مستحق لها. وقيل: هو هيئة نفسانية تنشأ من تصور الكمال في النفس والفرح به والركون إليه من حيث إنه قائم به وصفة له، مع الغفلة عن قياس النفس إلى الغير بكونها أفضل منه، وبهذا القيد ينفصل عن الكبر، إذ لا بد في الكبر أن يرى لنفسه مرتبة ولغيره مرتبة ويرى مرتبته فوق مرتبة الغير.
وقيل: هو استعظام الإنسان نفسه عما يتصور أنه فضيلة له، ومنشأ ذلك الحكم هو النفس الأمارة، فيتوهم الإنسان أن تلك الفضيلة حصلت له عن استحقاق وجب له بسعيه وكده مع قطع النظر عن واهب النعم ومفيضها.
وقيل: هو أن يرى الإنسان نفسه بعين الاستحسان لأفعالها وما يصدر عنها من عادة أو عبادة أو كثرة وزيادة في أمر، وذلك مذموم، لأنه حجاب للقلب عن