____________________
وإلى هذا المعنى أشار من قال:
ألا قل لمن كان لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب تنبيهات:
الأول:
قال بعضهم: إن الحسد مما يتقاضاه الطبع وتهواه النفس الأمارة بالسوء، لكن إنما يؤاخذ المرء عليه إذا غلبه فعمل بمقتضاه، وإلى ذلك أشار عليه السلام بقوله: «وغلبة الحسد»، فاجتهد أن لا تظهر الحسد بلسانك وجوارحك وأعمالك الاختيارية لتنجو من الإثم، وأيضا جاهد نفسك واكره لها حبها زوال نعمة الله عن عباده، فإذا اقترنت هذه الكراهية الناشئة عن باعث الدين بحب زوال النعمة الذي اقتضاه الطبع اندفع عنك الإثم، إذ لم تؤاخذ بما حصلت عليه طبعا، إنما تؤاخذ بما فعلته كسبا، وعلامة هذه الكراهة أن تكون بحيث لو قدرت على معونته في إدامة نعمته أو في زيادتها لم تقعد عنها مع كراهتك لها، فإذا كنت على هذا لم يكن عليك حرج مما يتقاضاه طبعك وتهواه نفسك الأمارة.
الثاني:
قال بعض الأفاضل: إذا كان لظالم أو فاسق مال يصرفه في غير وجهه، ويجعله آلة للظلم والفسق، جاز حسده وتمني زوال ماله. وهو في الحقيقة تمني زوال الظلم والفسق، ويصدقه أنه يزول ذلك التمني بتوبتهما، والله أعلم. اتفقت النسخ على ضبط الضعف هنا بالفتح، وهو يؤيد قول من قال: إن الضعف بالضم فيما كان في البدن، وبالفتح فيما كان في العقل، وقد تقدم نقل
ألا قل لمن كان لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب تنبيهات:
الأول:
قال بعضهم: إن الحسد مما يتقاضاه الطبع وتهواه النفس الأمارة بالسوء، لكن إنما يؤاخذ المرء عليه إذا غلبه فعمل بمقتضاه، وإلى ذلك أشار عليه السلام بقوله: «وغلبة الحسد»، فاجتهد أن لا تظهر الحسد بلسانك وجوارحك وأعمالك الاختيارية لتنجو من الإثم، وأيضا جاهد نفسك واكره لها حبها زوال نعمة الله عن عباده، فإذا اقترنت هذه الكراهية الناشئة عن باعث الدين بحب زوال النعمة الذي اقتضاه الطبع اندفع عنك الإثم، إذ لم تؤاخذ بما حصلت عليه طبعا، إنما تؤاخذ بما فعلته كسبا، وعلامة هذه الكراهة أن تكون بحيث لو قدرت على معونته في إدامة نعمته أو في زيادتها لم تقعد عنها مع كراهتك لها، فإذا كنت على هذا لم يكن عليك حرج مما يتقاضاه طبعك وتهواه نفسك الأمارة.
الثاني:
قال بعض الأفاضل: إذا كان لظالم أو فاسق مال يصرفه في غير وجهه، ويجعله آلة للظلم والفسق، جاز حسده وتمني زوال ماله. وهو في الحقيقة تمني زوال الظلم والفسق، ويصدقه أنه يزول ذلك التمني بتوبتهما، والله أعلم. اتفقت النسخ على ضبط الضعف هنا بالفتح، وهو يؤيد قول من قال: إن الضعف بالضم فيما كان في البدن، وبالفتح فيما كان في العقل، وقد تقدم نقل