رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٤
يحوينا ملكك وسلطانك وتضمنا مشيتك ونتصرف عن أمرك ونتقلب في تدبيرك.
____________________
بل يذهب إلى آخر الزبدة والخلاصة من الكلام من غير أن يتمحل بمفرداته حقيقة أو مجاز، كقوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة (1) أي: هو بخيل، بل يداه مبسوطتان (2) أي: هو جواد من غير تصور يد ولا غل ولا بسط.
وشدد النكير على من تأول القبضة بالملك، واليمين واليد بالقدرة، وقال: إنه من ضيق العطن والمسافرة من علم البيان مسافة أعوام. قال: وكم من آية من آيات الله في التنزيل، وحديث من أحاديث الرسول، قد ضيم وسيم الخسف بالتأويلات الغثة والوجوه الرثة (3).
واعتذر الشيخ عبد القاهر (4) من تأويلهم القبضة بالملك واليد بالقدرة ونحو ذلك بأن الغرض منه أن لا يقع السامع في التشبيه والتجسيم ريثما ينبه على كون الكلام للتصوير والتمثيل (5). حوى الشيء يحويه: إذا ضمه واستولى عليه.
والملك بالضم: اسم من ملك على الناس أي: تولى أمرهم.

(١) و (٢) سورة المائدة: الآية ٦٤.
(٣) تفسير الكشاف: ج ٤ ص ١٤٣.
(٤) هو أبا بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحوي اللغوي، مؤسس علم البيان، صاحب أسرار البلاغة ودلائل الاعجاز والعوامل المائة ومن شعره:
تذلل لمن إن تذللت له * يرى ذاك للفضل لا للبله وجانب صداقة من لا يزال * على الأصدقاء يرى الفضل له توفي سنة ٤٧١ ه‍. الكنى والألقاب: ج ٢ ص ١٢٨.
(5) أسرار البلاغة: ص 331.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست