____________________
أبي عبد الله عليه السلام جالسا في الحجر تحت الميزاب ورجل يخاصم رجلا وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما تدري من أين تهب الريح، فلما أكثر عليه قال له أبو عبد الله عليه السلام: هل تدري أنت من أين تهب الريح؟ فقال: لا، ولكني أسمع الناس يقولون، فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: من أين تهب الريح؟ فقال:
إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي، فإذا أراد الله عز وجل أن يرسل منها شيئا أخرجه إما جنوبا فجنوب، وإما شمالا فشمال، وإما صبا (1) فصبا (2)، وإما دبورا فدبور، ثم قال: وآية ذلك أنك لا تزال ترى هذا الركن متحركا أبدا في الشتاء والصيف والليل والنهار (3).
وأخرج ابن جرير عن علي عليه السلام أنه قال: لم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يد ملك إلا يوم عاد فإنه إذن لها دون الخزان فخرجت، فذلك قوله تعالى: بريح صرصر عاتية عتت على الخزان (4). الموكل: اسم مفعول من وكلته بالأمر توكيلا إذا جعلت له القيام به، والجبال:
جمع جبل وهو معروف، قال بعضهم: ولا يكون جبلا إلا إذا كان مستطيلا. قال الحكماء: إذا امتزج الماء بالطين وفي الطين لزوجة وأثرت فيه حرارة الشمس مدة طويلة صار حجرا كما ترى إن النار إذا أثرت في الطين جعلته آجرا، والآجر ضرب من الحجر، وكلما كان أثر النار فيه أكثر كان أصلب وأشبه بالحجر، فزعموا أن تولد الجبال من اجتماع الماء والطين وحرارة الشمس، وأما سبب ارتفاعها وشموخها فجاز أن يكون بسبب زلزلة فيها خسف فينخفض بعض الأرض ويرتفع بعضها ثم ذلك البعض يصير حجرا كما ذكر، وجاز أن يكون بسبب أن الرياح تنقل التراب
إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي، فإذا أراد الله عز وجل أن يرسل منها شيئا أخرجه إما جنوبا فجنوب، وإما شمالا فشمال، وإما صبا (1) فصبا (2)، وإما دبورا فدبور، ثم قال: وآية ذلك أنك لا تزال ترى هذا الركن متحركا أبدا في الشتاء والصيف والليل والنهار (3).
وأخرج ابن جرير عن علي عليه السلام أنه قال: لم ينزل شيء من الريح إلا بكيل على يد ملك إلا يوم عاد فإنه إذن لها دون الخزان فخرجت، فذلك قوله تعالى: بريح صرصر عاتية عتت على الخزان (4). الموكل: اسم مفعول من وكلته بالأمر توكيلا إذا جعلت له القيام به، والجبال:
جمع جبل وهو معروف، قال بعضهم: ولا يكون جبلا إلا إذا كان مستطيلا. قال الحكماء: إذا امتزج الماء بالطين وفي الطين لزوجة وأثرت فيه حرارة الشمس مدة طويلة صار حجرا كما ترى إن النار إذا أثرت في الطين جعلته آجرا، والآجر ضرب من الحجر، وكلما كان أثر النار فيه أكثر كان أصلب وأشبه بالحجر، فزعموا أن تولد الجبال من اجتماع الماء والطين وحرارة الشمس، وأما سبب ارتفاعها وشموخها فجاز أن يكون بسبب زلزلة فيها خسف فينخفض بعض الأرض ويرتفع بعضها ثم ذلك البعض يصير حجرا كما ذكر، وجاز أن يكون بسبب أن الرياح تنقل التراب