____________________
ولا دافع.
وعبر عن ذلك بالكون في القبضة، جريا على سنن التمثيل الذي يسميه أهل البيان تمثيلا تخييليا، أي الإيقاع في الخيال بتصوير المعاني العقلية بصور الأعيان الحسية، لكونها أظهر حضورا وأكثر خطورا.
وهذا ما قال الحكماء: إن الناس للتخييل أطوع منهم للتصديق، فأكثروا من استعمال القضايا المخيلة في مقام الترغيب والتنفير والاستماحة والاستعطاف ونحو ذلك. وهي وإن كانت ترى بحسب الظاهر كاذبة فليست بكاذبة، لأن القصد منها تشبيه تلك الحال بحال من تفرض له تلك الصورة الحسية مثلا، مثل حال تسلطه تعالى على عباده، وإحاطته بأمورهم، وقدرته على التصرف فيهم كيف يشاء، بحال من تكون له قبضة تحتوي عليهم ويكونون فيها، من غير أن يذهب بها إلى جهة حقيقة بالنسبة إلى الله تعالى، كما يذهب إليه المجسمة، أو مجاز بأن يراد بالقبضة الملك. وإنما المراد بالمفردات في مثل ذلك حقائقها في نفسها، كما في قولهم: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، لكن لا بالنسبة إلى الممثل له، بل بالنسبة إلى الممثل به، وهو باب جليل في علم البيان، عليه يحمل كثير من متشابهات القرآن، كقوله تعالى: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه (1)، وقوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد (2).
قال صاحب الكشاف: إن ذلك تمثيل وتصوير لعظمته تعالى، وتوقيف على كنه جلاله، من غير ذهاب بالقبضة واليمين والأيدي إلى جهة حقيقة أو مجاز (3).
وعبر عن ذلك بالكون في القبضة، جريا على سنن التمثيل الذي يسميه أهل البيان تمثيلا تخييليا، أي الإيقاع في الخيال بتصوير المعاني العقلية بصور الأعيان الحسية، لكونها أظهر حضورا وأكثر خطورا.
وهذا ما قال الحكماء: إن الناس للتخييل أطوع منهم للتصديق، فأكثروا من استعمال القضايا المخيلة في مقام الترغيب والتنفير والاستماحة والاستعطاف ونحو ذلك. وهي وإن كانت ترى بحسب الظاهر كاذبة فليست بكاذبة، لأن القصد منها تشبيه تلك الحال بحال من تفرض له تلك الصورة الحسية مثلا، مثل حال تسلطه تعالى على عباده، وإحاطته بأمورهم، وقدرته على التصرف فيهم كيف يشاء، بحال من تكون له قبضة تحتوي عليهم ويكونون فيها، من غير أن يذهب بها إلى جهة حقيقة بالنسبة إلى الله تعالى، كما يذهب إليه المجسمة، أو مجاز بأن يراد بالقبضة الملك. وإنما المراد بالمفردات في مثل ذلك حقائقها في نفسها، كما في قولهم: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، لكن لا بالنسبة إلى الممثل له، بل بالنسبة إلى الممثل به، وهو باب جليل في علم البيان، عليه يحمل كثير من متشابهات القرآن، كقوله تعالى: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه (1)، وقوله تعالى: والسماء بنيناها بأيد (2).
قال صاحب الكشاف: إن ذلك تمثيل وتصوير لعظمته تعالى، وتوقيف على كنه جلاله، من غير ذهاب بالقبضة واليمين والأيدي إلى جهة حقيقة أو مجاز (3).