رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٧٦
فصل عليهم يوم تأتي كل نفس معها قائم وشهيد
____________________
شيء من خلق الله إلا وملك موكل عليه (1).
قال بعض العلماء: روي أنه ما من ذرة ولا قطرة إلا وقد وكل بها ملك أو ملائكة (2) وإذا كان هذا حال الذرات والقطرات فما ظنك بالسماوات والكواكب والهواء والغيوم والرياح والأمطار والأرض والجبال والقفار والبحار والعيون والأنهار والمعادن والنبات، فبالملائكة صلاح العالم، وتمام الموجودات، وكمال الأشياء بتقدير العزيز العليم.
قائم: أي مطالب، من قام على غريمه إذا طالبه، ومنه قوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائما (3). وفي رواية ابن إدريس سائق وشهيد، وهو المطابق للتنزيل، قال تعالى: وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (4) أي: معها ملكان أحدهما يسوقها إلى الحشر والآخر يشهد بعملها.
وما قيل من احتمال كون السائق والشهيد ملكا واحدا جامعا بين الوصفين كأنه قيل معها ملك يسوقها ويشهد عليها.
يرده ما رواه جابر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ابن آدم إذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات وانتشطا (5) كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد (6).
وما روي عن الصادق عليه السلام: سائق يسوقها إلى محشرها، وشاهد يشهد

(١) و (٢) بحار الأنوار: ج ٥٩ ص ٢٣٩ نقلا بالمضمون وإليك نصه: روي في العلل بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل وكل ملائكة بنبات الأرض من الشجر والنخل فليس من شجرة ولا نخلة إلا ومعها من الله عز وجل ملك يحفظها وما كان فيها، ولولا أن معها من يمنعها لأكلها السباع وهوام الأرض إذا كان فيها ثمرها - الخبر.
(٣) سورة آل عمران: الآية ٧٥.
(٤) سورة ق: الآية ٢١.
(٥) هكذا في الأصل: ولكن في الدر المنثور " فبسطا ".
(٦) الدر المنثور: ج ٦ ص ١٠٦.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 79 81 82 83 ... » »»
الفهرست