رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٦٢
وإنما يهتدي المهتدون بنور وجهك، فصل على محمد وآله واهدنا.
اللهم إنك من واليت لم يضرره خذلان الخاذلين.
____________________
النور: هو ما تنكشف به الأشياء، ويظهر وجودها عند الحس، وهو إما جسم كما ذهب إليه جماعة من المحققين، أو عرض كما قيل. وعلى التقديرين فليس هو المراد هنا، بل المراد: إما الهداية أو العلم على سبيل الاستعارة وتشبيه المحسوس بالمعقول لجامع عقلي وهو الإيصال إلى المطلوب.
وفي كلام أمير المؤمنين عليه السلام: «ومضيت بنور الله حين وقفوا» قال شارحوا كلامه أي: كان سلوكي لسبيل الحق على وفق العلم وهو نور الله الذي لا يضل من اهتدى به انتهى (1).
والوجه: بمعنى الذات. والمعنى: لا يهتدي المهتدون إلا بهدايتك أو بعلمك كما قاله سبحانه: قل إن الهدى هدى الله (2) وقال سبحانه: من يهدي الله فهو المهتدي (3).
وفي الحديث القدسي: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم» (4).
والاه ولاء وموالاة: نصره. قال الفيومي في المصباح: الولاء: النصرة لكن خص في الشرع بولاء العتق. ويقال: والاه أيضا بمعنى تابعه (5).
وقال الفارابي في ديوان الأدب: «والموالاة نقيض المعادات» (6).
والخذلان بالكسر: اسم من خذله يخذله من باب قتل أي: ترك نصره وإعانته وتأخر عنه، ومفعول «واليت» محذوف أي: واليته، وحذف المفعول يكثر عائدا على

(١) شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج ٢ ص ٩٤.
(٢) سورة آل عمران: الآية ٧٣.
(٣) سورة الأعراف: الآية ١٧٨.
(٤) سنن ابن ماجة: ج ٢ ص ١٤٢٢ ح ٤٢٥٧ مع اختلاف يسير في العبارة.
(٥) المصباح المنير: ج 2 ص 927.
(6) ديوان الأدب للفارابي: ج 3 ص 279.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست