____________________
الحسني أو المنزلة والمرتبة الحسني وهي الزلفى والجنة.
وفي جعل جزاء الإساءة ما عملوا وجزاء الإحسان الحسني تنبيه على أن جزاء السيئة لا يضاعف وجزاء الحسنة يضاعف، لأن الحسنى مؤنث الأحسن وهو يقتضي الزيادة، كما صرح سبحانه بذلك في قوله تعالى في سورة الأعراف: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون (1)، وقد تقدم الكلام على هذه الآية في الروضة الأولى (2)، فليرجع إليه.
هذا التفات من الغيبة إلى الخطاب، وتلوين للنظم من باب إلى باب، جار على نهج البلاغة في افتنان (3) الكلام، ومسلك البراعة حسب ما يقتضيه المقام.
قالوا: وفائدته العامة أن التنقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب، حتى أن نفس المتكلم لتجد في ذلك ما لا تجده في إجراء الكلام كله على نمط واحد وحركة على منوال مطرد، وقد يختص كل موقع بنكت ولطائف باختلاف محله.
فمما يمكن أن يقال هنا من النكت الرائقة أمور:
أحدها: الإشارة إلى أن حق الكلام أن يجري من أول الأمر على طريق الخطاب، لأن الله تعالى حاضر لا يغيب، بل هو أقرب من حبل الوريد، لكن إنما
وفي جعل جزاء الإساءة ما عملوا وجزاء الإحسان الحسني تنبيه على أن جزاء السيئة لا يضاعف وجزاء الحسنة يضاعف، لأن الحسنى مؤنث الأحسن وهو يقتضي الزيادة، كما صرح سبحانه بذلك في قوله تعالى في سورة الأعراف: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون (1)، وقد تقدم الكلام على هذه الآية في الروضة الأولى (2)، فليرجع إليه.
هذا التفات من الغيبة إلى الخطاب، وتلوين للنظم من باب إلى باب، جار على نهج البلاغة في افتنان (3) الكلام، ومسلك البراعة حسب ما يقتضيه المقام.
قالوا: وفائدته العامة أن التنقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب، حتى أن نفس المتكلم لتجد في ذلك ما لا تجده في إجراء الكلام كله على نمط واحد وحركة على منوال مطرد، وقد يختص كل موقع بنكت ولطائف باختلاف محله.
فمما يمكن أن يقال هنا من النكت الرائقة أمور:
أحدها: الإشارة إلى أن حق الكلام أن يجري من أول الأمر على طريق الخطاب، لأن الله تعالى حاضر لا يغيب، بل هو أقرب من حبل الوريد، لكن إنما