رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٤٦
ويا من تنقطع دون رؤيته الأبصار صل على محمد وآله وأدننا إلى قربك.
____________________
شبه رحمته تعالى بالشيء النفيس الذي يحرز ويخزن استعارة بالكناية فأثبت له الخزائن استعارة تخييلية، وجاء بالخزائن بلفظ الجمع اشعارا بأن رحمته لوفورها لا يكفي في إحرازها خزانة واحدة، بل لا بد فيه من خزائن متعددة.
قال المفسرون في تفسير قوله تعالى: قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي (1) أي: أرزاقه وسائر نعمه على خلقه، وقد تقدم معنى الرحمة لغة ووجه إطلاقها عليه سبحانه في شرح الدعاء الأول (2) فليرجع إليه.
والنصيب: الحصة والجمع: أنصبة وأنصباء ونصب أيضا بضمتين أي: اجعل لنا حصة في رحمتك وإنما سأل نصيبا منها لحصول الغرض به إذا أدنى حصة منها يستغرق العالم نعمة وعفوا كما قيل:
قليل منك يكفيني ولكن * قليلك لا يقال له قليل 0 و «في»: من قوله عليه السلام «في رحمتك» إما للظرفية المجازية أو بمعنى «من»، نحو قوله تعالى: ويوم نبعث في كل أمة شهيدا (3) أي: منهم بدليل الآية الأخرى.
تنقطع: أي تقف فلم تمض. قال صاحب المحكم: «انقطع كلامه»: وقف فلم يمض (4).
ودون رؤيته أي: قبل الوصول إليها، ومنه: إذا ركع المصلي دون الصف: أي قبل وصوله إلى الصف كره.
وقد تقدم الكلام على امتناع رؤيته سبحانه، في شرح الدعاء الأول عند قوله

(1) سورة الإسراء: الآية 100.
(2) رياض السالكين: ج 1 ص 378.
(3) سورة النحل: الآية 89.
(4) المحكم لابن سيده: ج 1 ص 90.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست