____________________
فإن كان ذلك على من فوقه ممن يظن أنه لا سبيل له إلى الانتقام منه تولد منه انقباض الدم، وذلك هو الحزن. وإن كان على من دونه ممن يظن أن له سبيلا إلى الانتقام منه تولد منه ثوران دم القلب إرادة للانتقام، وذلك هو الغضب. وان كان على نظيره ممن يشك أنه هل يقدر على الانتقام منه تولد تردد الدم بين انقباض وانبساط، وذلك هو الحقد. ولكون الحزن والغضب بالذات واحدا واختلافهما بالإضافة.
قال ابن عباس وقد سئل عنهما: مخرجهما واحد واللفظ مختلف، فمن نازع من يقوى عليه أظهره غضبا، ومن نازع من لا يقوى عليه كتمه حزنا (1).
وقال بعض العلماء: إن الله تعالى خلق الغضب من النار، وقرره في الإنسان وخمره في طينته، فإذا تحركت قوته اشتعلت نار الغضب من باطنه، وثارت ثورانا يغلي به دم القلب كغلي الحميم، وينتشر في العروق، ويرتفع إلى أعالي البدن والوجه كما يرتفع الماء الذي في القدر، فلذلك يحمر الوجه والبشرة.
وفي الحديث: إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون في حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه (2).
ومهما اشتدت نار الغضب وقوى اضطرامها أعمى صاحبه، وأصمه عن كل موعظة، وينطفي نور عقله، فلا يؤثر فيه نصح ولا وعظ. وربما قويت نار الغضب فأفنت الرطوبة التي بها الحياة فيموت صاحبه غيظا، أو يفسد مزاج دماغه لغلبة الحرارة الصاعدة إليه فيموت، فهذه ثمرة الغضب المفرط. ولذلك ورد في ذمه من
قال ابن عباس وقد سئل عنهما: مخرجهما واحد واللفظ مختلف، فمن نازع من يقوى عليه أظهره غضبا، ومن نازع من لا يقوى عليه كتمه حزنا (1).
وقال بعض العلماء: إن الله تعالى خلق الغضب من النار، وقرره في الإنسان وخمره في طينته، فإذا تحركت قوته اشتعلت نار الغضب من باطنه، وثارت ثورانا يغلي به دم القلب كغلي الحميم، وينتشر في العروق، ويرتفع إلى أعالي البدن والوجه كما يرتفع الماء الذي في القدر، فلذلك يحمر الوجه والبشرة.
وفي الحديث: إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون في حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه (2).
ومهما اشتدت نار الغضب وقوى اضطرامها أعمى صاحبه، وأصمه عن كل موعظة، وينطفي نور عقله، فلا يؤثر فيه نصح ولا وعظ. وربما قويت نار الغضب فأفنت الرطوبة التي بها الحياة فيموت صاحبه غيظا، أو يفسد مزاج دماغه لغلبة الحرارة الصاعدة إليه فيموت، فهذه ثمرة الغضب المفرط. ولذلك ورد في ذمه من