رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩

____________________
عن الله تعالى طرفة عين، وطاهر السر والعلانية وهو: من قام بتوفية حقوق الحق والخلق جميعا لسعته برعاية حقوق الجانبين.
ولا خفاء في أن المراد به هنا ما يعم جميع هذه الأقسام.
والأخيار: جمع خير مخففا كعين وأعيان، أو جمع خير مشددا ككيس وأكياس، وهما بمعنى واحد، أي: كثير الخير.
وقيل: المخفف في الجمال والميسم (1)، والمشدد في الدين والصلاح، والأول هو الأشهر.
قال الجوهري: رجل خير وخير مشدد ومخفف (2).
والأنجبين: جمع أنجب اسم تفضيل من نجب بالضم نجابة إذا صار نجيبا، أي:
كريما فاضلا في الحسب.
وهذه النعوت لهم عليهم السلام عين الحق ونفس الواقع، كيف لا وهم الذين قال الله تعالى في شأنهم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (3)؟ وما أحسن وأصدق ما قال الجاحظ فيهم: هم سنام العالم، وصفوة الأمم، وغرة العرب، ولباب البشر، ومصاص (4) بني آدم، وزينة الدنيا، وحلية الدهر، والطينة البيضاء، والمغرس المبارك، والنصاب الوثيق، ومعدن المكارم، وينبوع الفضائل، وأعلام العلم، وايمان الايمان، صلوات الله عليهم أجمعين. والحمد لله

(١) الميسم بكسر الميم والوسامة: اثر الحسن (القاموس المحيط: ج ٤ ص ١٨٦).
(2) الصحاح للجوهري: ج 2 ص 651.
(3) سورة الأحزاب: الآية 33.
(4) في " الف ": مساس.
(٢٩٩)
مفاتيح البحث: سورة الأحزاب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 301 303 304 305 307 ... » »»
الفهرست