____________________
الشرور وملتقى طرق الفساد، وهذه كانت حال المنافقين، وهو إنما يكون من متابعة الدخلة الخبيثة الصادرة عن الدهاء المذموم المصاحب للغضب المفرط والحسد المسرف، وذلك هو سوء السريرة، والله أعلم. هذا أخص من قوله عليه السلام فيما تقدم: «واستصغار المعصية»، لأن المعصية أعم من الصغيرة.
واحتقرت الشيء احتقارا: استهنت به فلم أعبأ به.
والصغيرة: من الصفات الغالبة وهي الفعلة القبيحة من الذنوب التي لم توجب حدا ولم يوعد الشارع عليها بخصوصها، وتقابلها الكبيرة، وقد استوفينا الكلام على ذلك في الروضة السادسة (1).
والاحتقار للصغيرة موجب لعدم المبالاة بها والاعتناء بشأنها والولوع بها والإتيان بها مرة بعد أخرى حتى تصير ملكة، فتجتمع عليه بسبب ذلك ذنوب كثيرة وتبلغ حد الكبيرة، فالواجب على الإنسان أن يعد نفسه في العمل الصالح مقصرة في الكم والكيف منه، وإن كان كثيرا بالنسبة إلى وسعه، لأن ذلك أدخل في تعظيم الرب، وأبعد من العجب والاعتماد على عمله، وأقرب على البقاء عليه والسعي فيه، وأنسب بمقام العبودية المبنية على التذلل والاعتراف بالتقصير، وأن يرى ذنبه كثيرا عظيما وإن كان قليلا حقيرا في نفسه، لأنه بالنظر إلى مخالفة الرب عظيم كثير. وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: إذا عظمت الذنب فقد عظمت حق الله، وإذا صغرته فقد صغرت حق الله، وما من
واحتقرت الشيء احتقارا: استهنت به فلم أعبأ به.
والصغيرة: من الصفات الغالبة وهي الفعلة القبيحة من الذنوب التي لم توجب حدا ولم يوعد الشارع عليها بخصوصها، وتقابلها الكبيرة، وقد استوفينا الكلام على ذلك في الروضة السادسة (1).
والاحتقار للصغيرة موجب لعدم المبالاة بها والاعتناء بشأنها والولوع بها والإتيان بها مرة بعد أخرى حتى تصير ملكة، فتجتمع عليه بسبب ذلك ذنوب كثيرة وتبلغ حد الكبيرة، فالواجب على الإنسان أن يعد نفسه في العمل الصالح مقصرة في الكم والكيف منه، وإن كان كثيرا بالنسبة إلى وسعه، لأن ذلك أدخل في تعظيم الرب، وأبعد من العجب والاعتماد على عمله، وأقرب على البقاء عليه والسعي فيه، وأنسب بمقام العبودية المبنية على التذلل والاعتراف بالتقصير، وأن يرى ذنبه كثيرا عظيما وإن كان قليلا حقيرا في نفسه، لأنه بالنظر إلى مخالفة الرب عظيم كثير. وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: إذا عظمت الذنب فقد عظمت حق الله، وإذا صغرته فقد صغرت حق الله، وما من