____________________
لم يجعل كناية فيه أيضا لأن الكناية يعتبر فيها صلوح (1) إرادة الحقيقة وإن لم ترد، كما قرر في محله من علم البيان. واستعار لفظ الحلاوة، التي هي حقيقة في الكيفية المخصوصة للأجسام، لما يوجد من انبساط النفس بسبب صنعه تعالى أي:
معروفه، والجامع اللذة، ورشحه بذكر الإذاقة، التي هي من خواص المشبه به تخييلا، لأن الذوق وهو إدراك طعم الشيء بواسطة الرطوبة المنبثة بالعصب المفروش على عضل اللسان، فهو من خواص الأجسام. ومفعولا «شكوت وسألت» محذوفان، أي: شكوته وسألته، وكثر حذف المفعول إذا كان ضميرا عائدا إلى الموصول، نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا (2).
كلا الجارين في كل من الفقرتين متعلقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعلق الثاني فيهما بمحذوف هو حال من المفعول، أي: رحمة كائنة من لدنك ومخرجا كائنا من عندك.
ومن: لابتداء الغاية المجازية، ولذلك صح تعاقب «لدن» و «عند»، كما في قوله تعالى: آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما (3)، فلو جيء ب «عند» فيهما أو ب «لدن» لصح، ولكن ترك دفعا للتكرار. وتفارق لدن عند بأنها لا تقع في غير محل ابتداء، فلا تقول: كنت لدنه، كما تقول: كنت عنده، وبأنها لا تقع إلا فضلة بخلاف عند بدليل وعندنا كتاب حفيظ (4) وبأنها
معروفه، والجامع اللذة، ورشحه بذكر الإذاقة، التي هي من خواص المشبه به تخييلا، لأن الذوق وهو إدراك طعم الشيء بواسطة الرطوبة المنبثة بالعصب المفروش على عضل اللسان، فهو من خواص الأجسام. ومفعولا «شكوت وسألت» محذوفان، أي: شكوته وسألته، وكثر حذف المفعول إذا كان ضميرا عائدا إلى الموصول، نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا (2).
كلا الجارين في كل من الفقرتين متعلقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعلق الثاني فيهما بمحذوف هو حال من المفعول، أي: رحمة كائنة من لدنك ومخرجا كائنا من عندك.
ومن: لابتداء الغاية المجازية، ولذلك صح تعاقب «لدن» و «عند»، كما في قوله تعالى: آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما (3)، فلو جيء ب «عند» فيهما أو ب «لدن» لصح، ولكن ترك دفعا للتكرار. وتفارق لدن عند بأنها لا تقع في غير محل ابتداء، فلا تقول: كنت لدنه، كما تقول: كنت عنده، وبأنها لا تقع إلا فضلة بخلاف عند بدليل وعندنا كتاب حفيظ (4) وبأنها