____________________
وليس لضعف البنية مدخل في ذلك، وإن ذهب إليه بعض المفسرين فإن المقام لا يساعده.
والوهن: الضعف، جعله أساسا لما طبع عليه الإنسان من الأخلاق وما طبع منه من الأركان، فاستعار له البناء إيذانا بغاية لزومه له وعدم انفكاكه عنه، ولك تخصيص الضعف بالأخلاق والوهن بالخلقة أو بالعكس، تفاديا من التأكيد وذهابا إلى التأسيس الذي هو خير منه.
وفي قوله عليه السلام: «ومن ماء مهين ابتدأتنا» إشارة إلى قوله تعالى في سورة السجدة: وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين (1). وقوله تعالى في المرسلات: ألم نخلقكم من ماء مهين (2).
والمهين: الحقير الذي لا يعبأ به، وهو فعيل من مهن بضم العين مهانة: حقر فهو مهين.
والمراد بالماء: النطفة.
قال بعض العلماء: وفي خلق الإنسان ضعيفا حكمة بالغة، وذلك أن الخلقة الإنسية لو لم تكن ذات وهن وقصور في البنية، لما انتبه الإنسان في احتياجه في الحالات كلها إلى خالقه، ولو لم ينتبه في احتياجه إليه لما أحبه ولما خشيه ولما استعان به واستعاذ به والتجأ إليه، ولصارت أبواب المعاونات وأوجه المواساة منقطعة بين الخليقة، ولما تدرج الإنسان بمساعيه الحميدة إلى اكتساب الفضائل ولما استحق بها المحمدة، فسبحان من جعل الإنسان بقصور بنيته فائزا بأوفى غبطته.
والوهن: الضعف، جعله أساسا لما طبع عليه الإنسان من الأخلاق وما طبع منه من الأركان، فاستعار له البناء إيذانا بغاية لزومه له وعدم انفكاكه عنه، ولك تخصيص الضعف بالأخلاق والوهن بالخلقة أو بالعكس، تفاديا من التأكيد وذهابا إلى التأسيس الذي هو خير منه.
وفي قوله عليه السلام: «ومن ماء مهين ابتدأتنا» إشارة إلى قوله تعالى في سورة السجدة: وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين (1). وقوله تعالى في المرسلات: ألم نخلقكم من ماء مهين (2).
والمهين: الحقير الذي لا يعبأ به، وهو فعيل من مهن بضم العين مهانة: حقر فهو مهين.
والمراد بالماء: النطفة.
قال بعض العلماء: وفي خلق الإنسان ضعيفا حكمة بالغة، وذلك أن الخلقة الإنسية لو لم تكن ذات وهن وقصور في البنية، لما انتبه الإنسان في احتياجه في الحالات كلها إلى خالقه، ولو لم ينتبه في احتياجه إليه لما أحبه ولما خشيه ولما استعان به واستعاذ به والتجأ إليه، ولصارت أبواب المعاونات وأوجه المواساة منقطعة بين الخليقة، ولما تدرج الإنسان بمساعيه الحميدة إلى اكتساب الفضائل ولما استحق بها المحمدة، فسبحان من جعل الإنسان بقصور بنيته فائزا بأوفى غبطته.