رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٨٩
في كل دهر وزمان أرسلت فيه رسولا، وأقمت لأهله دليلا
____________________
بإحسان، فوضع كل قوم على درجاتهم ومنازلهم عنده (1). والحديث طويل اقتصرنا منه على ما تعلق الغرض به.
وقوله: «بحقايق الإيمان» الباء: إما سببية متعلق بالاشتياق، أو الاستباق على الروايتين، أو للمصاحبة متعلقة بمحذوف وقع حالا من الأتباع والمصدقين، أو من فاعل الاشتياق أو الاستباق أي: ملتبسين بحقايق الإيمان.
«والحقايق»: جمع حقيقة: وهي ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه، فحقايق الإيمان: التصديقات الحقة بجميع ما جاء به المرسلون.
قال ابن الأثير في النهاية: وفي الحديث «لا يبلغ المؤمن حقيقة الإيمان حتى لا يعيب مسلما بعيب هو فيه» يعني خالص الإيمان ومحضه وكنهه (2) انتهى.
الدهر والزمان في اللغة: مترادفان، وقيل: الدهر طائفة من الزمان غير محدودة، والزمان: مرور الليالي والأيام.
وقالت الحكماء: الدهر: هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الإلهية، وهو باطن الزمان وبه يتحدد (3) الأزل والأبد، والزمان مقدار حركة الفلك الأطلس.
وهذان المعنيان غير مرادين هنا.
وقال المتكلمون: الزمان: عبارة عن متحدد معلوم يقدر به متحدد آخر موهوم.
كما يقال: آتيك عند طلوع الشمس، فإن طلوع الشمس معلوم ومجيئه موهوم، فإذا قرن ذلك الموهوم بذلك المعلوم زال الإبهام.
وجملة «أرسلت» في محل جر على أنها وصف لكل.
وأقمت: أي نصبت، وهي جملة تابعة للأولى.
والدليل: المرشد، ولما كان المنصوب من الله تعالى مرشدا للخلق إلى سلوك

(١) الكافي: ج ٢ ص ٤٠ ح ١. (٢) النهاية لابن الأثير: ج 1 ص 415.
(3) في " الف ": يتجدد.
(٨٩)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست