رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٦١
ومباهاة المكثرين.
____________________
التقصير في عبادة الله وطاعته، فإن الله تعالى لا يعبد حق عبادته (1).
وعن أبي عبد الله: كل عمل تريد به الله تعالى فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله مقصرون إلا من عصمه الله تعالى (2).
وسئل العباس بن عطاء أي الأعمال أفضل؟ فقال: ملاحظة الحق على دوام الأوقات (3)، فقيل: أي الآداب أكمل؟ قال: استشعار التقصير في عامة الأعمال.
ويحتمل أن يراد باستكبار الطاعة استثقالها، كما قال تعالى: وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (4). ولكن مقابلة استصغار المعصية ترجح المعنى الأول، والله أعلم.
المباهاة: مفاعلة من البهاء وهو الحسن.
يقال: باهيته فبهوته، أي: غلبته في الحسن، ثم استعمل في مطلق المفاخرة.
والمكثر: اسم فاعل من أكثر الرجل بالألف إذا كثر ماله.
قال بعض العلماء: المباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان نهاية الحمق لمن نظر بعين عقله وانحسر عنه قناع جهله، فأعراض الدنيا عارية مستردة لا يؤمن في كل ساعة أن يسترجع، والمباهي بها مباه بما لا يبقى له بل متبجح بما ليس له.
قال بعض الحكماء لمثر يفتخر بثراه: إن افتخرت بفرسك فالحسن والفراهة له

(١) الكافي: ج ٢ ص ٧٢ ح ١ (باب الاعتراف بالتقصير).
(٢) الكافي: ج ٢ ص ٧٣ ح 4 مع اختلاف يسير في العبارة.
(3) احياء علوم الدين: ح 4 ص 397.
(4) سورة البقرة: الآية 45.
(٣٦١)
مفاتيح البحث: سورة البقرة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست