____________________
وقيل: حسنه في دوامه وسلامته من كل شوب ومن النقصان، ألا ترى إلى قوله تعالى: فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة (1) كيف وصف ثواب الآخرة بالحسن، ولم يصف به ثواب الدنيا، لامتزاجه بالمضار وكدر صفوه بالانقطاع والزوال، بخلاف ثواب الآخرة.
قال القفال: يحتمل أن يكون الحسن هو الحسن، كقوله تعالى: وقولوا للناس حسنا (2) والغرض منه المبالغة، كما يقال: فلان جود وعدل إذا كان غاية في الجود ونهاية في العدل (3)، وثواب الله كله حسن فما ظنك بحسنه.
تبصرة قال بعض أرباب القلوب: لا ريب أن اللذة العقلية أتم وأعظم من الحسية بما لا يتناهى، والترقي إلى الله سبحانه بالأعمال الحميدة والأخلاق المجيدة ولذة مناجاته السعيدة من أفضل الكمالات وأعظم اللذات، فمن العجب كيف جعل الله على طاعته وما يقرب إليه جزاء، فإن الدال على الهدى فضلا عن الموفق والممد على فعله أولى بأن يكون له الجزاء لا عليه، لكن بسطة جوده وسعة رحمته اقتضى الأمرين معا، قال تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (4)، فانظر كيف أفاد إحسانا وسماه جزاء؟ واقض حق العجب من ذلك، واشكر من سلك بك هذه المسالك.
قال القفال: يحتمل أن يكون الحسن هو الحسن، كقوله تعالى: وقولوا للناس حسنا (2) والغرض منه المبالغة، كما يقال: فلان جود وعدل إذا كان غاية في الجود ونهاية في العدل (3)، وثواب الله كله حسن فما ظنك بحسنه.
تبصرة قال بعض أرباب القلوب: لا ريب أن اللذة العقلية أتم وأعظم من الحسية بما لا يتناهى، والترقي إلى الله سبحانه بالأعمال الحميدة والأخلاق المجيدة ولذة مناجاته السعيدة من أفضل الكمالات وأعظم اللذات، فمن العجب كيف جعل الله على طاعته وما يقرب إليه جزاء، فإن الدال على الهدى فضلا عن الموفق والممد على فعله أولى بأن يكون له الجزاء لا عليه، لكن بسطة جوده وسعة رحمته اقتضى الأمرين معا، قال تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (4)، فانظر كيف أفاد إحسانا وسماه جزاء؟ واقض حق العجب من ذلك، واشكر من سلك بك هذه المسالك.