____________________
له تعالى بعد أن لم يكن فقد تغير وصف العبد والرب جميعا، وهذا ظن باطل، إذ البرهان قائم على أن التغير (1) عليه تعالى محال، بل لا يزال من نعوت الكمال والجمال على ما كان عليه في أزل الآزال، وهذا مما ينكشف لك بمثال في قرب الأشخاص، فإن الشخصين قد يتقاربان بتحركهما جميعا، وقد يكون أحدهما ثابتا فيتحرك الآخر، فيحصل القرب بينهما معتبرا في أحدهما فقط. وكذا في القرب المعنوي، فإن التلميذ يطلب القرب من درجة أستاذه في كمال العلم وقوة اليقين، والأستاذ ثابت في كمال علمه غير متحرك بالنزول إلى درجة التلميذ، والتلميذ متحرك من حضيض الجهل إلى ذروة العلم وبقاع الكمال، فلا يزال دائبا في التغير والترقي إلى أن يقرب من أستاذه، والأستاذ ثابت غير متغير.
فكذلك ينبغي أن يفهم ترقي العبد في درجات القرب من الله عز وجل وصيرورته من جملة المقربين المحبوبين بعد ما لم يكن.
تتمة قال بعض أرباب العرفان: كما أن لمحبة المحب مراتب متفاضلة، كذلك لمحبة المحبوب درجات متفاوتة، فمحبته للعوام باختصاصهم بالرحمة والغفران، والتجلي عليهم بالأفعال والآيات، ومحبته للخواص باختصاصهم بتجلي صفات الجمال، وستر ظلمة صفاتهم بأنوار صفاته، ومحبته لأخص الخواص باختصاصهم
فكذلك ينبغي أن يفهم ترقي العبد في درجات القرب من الله عز وجل وصيرورته من جملة المقربين المحبوبين بعد ما لم يكن.
تتمة قال بعض أرباب العرفان: كما أن لمحبة المحب مراتب متفاضلة، كذلك لمحبة المحبوب درجات متفاوتة، فمحبته للعوام باختصاصهم بالرحمة والغفران، والتجلي عليهم بالأفعال والآيات، ومحبته للخواص باختصاصهم بتجلي صفات الجمال، وستر ظلمة صفاتهم بأنوار صفاته، ومحبته لأخص الخواص باختصاصهم