رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٥
وسورة الغضب.
____________________
فإن قلت: إذا كان الحرص من أصله مذموما فما معنى استعاذته عليه السلام من هيجانه؟ وهلا استعاذ منه رأسا؟ قلت: هذا إما بناء على أن من الحرص ما يكون محمودا، كما قال تعالى:
حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (1)، فاستعاذ من غلبته المذمومة.
وإما من باب نفي الشيء بنفي لازمه أو ما يجري مجراه قصد إلى نفيه أو نفي ملزومه معا، إذ معنى الاستعاذة بالله من شيء الالتجاء به في دفع ذلك الشيء المستعاذ منه، فيعود إلى طلب نفيه على المستعيذ، فيكون الغرض من طلب نفي هيجان الحرص طلب نفيه، فلا يكون له حرص فيكون له هيجان. ومن شواهده قول الشاعر:
من أناس ليس في أخلاقهم * عاجل الفحش ولا سوء الجزع أي: لا فحش ولا جزع أصلا فلا عجلة ولا سوء. سورة الشيء بالفتح: حدته، وتأتي بمعنى البطش أيضا.
قال الزبيدي: السورة: الحدة، والسورة: البطش (2).
وإرادة هذا المعنى هنا أيضا صحيحة.
والغضب قيل: تغير يحصل عند غليان دم القلب لشهوة الانتقام.
وقيل: هو هيجان النفس لإرادة الانتقام.
وقال الراغب: قوة الغضب متى تحركت تحرك دم القلب، فتولد منه ثلاث أحوال، وذاك (3) أنها إما أن تتحرك على من فوقه أو على من دونه أو على نظيره.

(١) سورة التوبة: الآية ١٢٨.
(٢) تاج العروس: ج ٢ ص ٩٩.
(3) (الف): ذلك.
(٣٣٥)
مفاتيح البحث: الغضب (1)، سورة البراءة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست