رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩

____________________
بحركة الكل.
وحدث الشيء حدوثا - من باب قعد -: وجد بعد عدمه.
وشهد على الشيء: اطلع عليه وعاينه، فهو شاهد وشهيد.
وشهد عليه بكذا: أخبر بما اطلع عليه منه، ومنه قوله تعالى: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (1).
وكثيرا ما يحذف متعلق الشهادة، أعني الإخبار بما قد شوهد، فيقال: شهد فلان على فلان، أي: أخبر بما شاهده منه، فهو شاهد عليه وشهيد أيضا، ومنه قوله تعالى: وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا (2)، ويمكن أن يكون هذا المعنى هو المراد هنا.
وفي معناه ما رواه ثقة الإسلام في الكافي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم: يا بن آدم أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل في خيرا، واعمل في خيرا، اشهد لك يوم القيامة، فإنك لن تراني بعدها أبدا» (3). قال بعض العلماء: هذا القول بلسان الحال، وينبغي للمؤمن أن يسمعه باذن قلبه ويعمل بمقتضاه.
قلت: وهذه الشهادة أيضا بلسان الحال والنطق به، فإن اليوم لما كان ظرفا لمباشرة الفعل كان حضور ذلك اليوم وما صدر فيه في علم الله تعالى بمنزلة الشهادة بين يديه وآكد في الدلالة.
والعتيد: فعيل بمعنى فاعل، من عتد الشيء، كعظم، عتادا بالفتح بمعنى:

(١) سورة النور: الآية ٢٤.
(٢) سورة فصلت: الآية ٢١.
(٣) الكافي: ج ٢ ص ٥٢٣ ح 8.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست