رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٩٣
فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النصب.
____________________
الأربعة، التي يوجبها تفاوت أزمنة الليالي والأيام، ولو لا حصولها لما تم النظام ولا صلحت أمزجة العباد، وفسد الحرث والنسل في البلاد، وقد علمت أن نشأة الآخرة من الدنيا وأن الدنيا قنطرة الآخرة، وفي فساد القنطرة قبل العبور بطلان العبور والحرمان عن الوصول إلى دار السرور.
فإذن قد تحقق وتبين عند أولي الألباب غاية الحكمة في اختلاف الليل والنهار، وتوالجهما على هذا الوجه المؤدي، للنتائج والآثار، والله أعلم.
الفاء هنا: للترتيب الذكري، وهو عطف مفصل على مجمل، نحو: توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ورجليه. فإنه عليه السلام لما ذكر خلق الليل والنهار، وإيلاج أحدهما في الآخر بتقدير منه للعباد، أخذ يفصل بعض المنافع المخصوصة بالليل، وبعض المصالح المخصوصة بالنهار، وبدأ بذكر منافع الليل على الترتيب السابق.
والسكون: ذهاب حركة المتحرك، سكن يسكن من باب قتل سكونا، وسيأتي بيان معنى الحركة في هذه الروضة إن شاء الله تعالى.
والتعب: الإعياء والكلال.
والنهضات: جمع نهضة، من نهض بمعنى قام.
وقال الفيومي في المصباح: كان منه نهضة إلى كذا أي: حركة، والجمع نهضات (1).

(١) المصباح المنير: ص 863.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست