____________________
من أمر متصف بصفة أمر آخر مثله مبالغة، لكمالها فيه حتى كأنه بلغ من الاتصاف بها مبلغا يصح أن ينتزع منه آخر موصوف بتلك الصفة، كقولهم:
مررت بالرجل الكريم، والنسمة المباركة، فإنهم جردوا من الرجل الكريم آخر مثله متصفا بصفة البركة، وعطفوه عليه كأنه غيره، وهو هو في نفس الأمر، تحقق أن ما نحن فيه منه، وأن التعريف المذكور منطبق عليه.
فإن قلت: من أي أقسام التجريد هو؟ قلت: هو من قسم ما دل عليه السياق، كقول الشاعر:
ولئن بقيت لأرحلن بغزوة * تحوي الغنائم أو يموت كريم فإن السياق دل على أنه أراد بالكريم نفسه، وكذلك ما نحن فيه من عبارة الدعاء ونحوها، وتقدير المثل فيها حفظا للقاعدة النحوية لا ينافي ما قررناه من التجريد، بل هو مقتضاه لحصول المغايرة به، فاحفظ ذلك فإنه عزيز، وربما زل فيه كثير من الأفهام، وهو من خصائص هذا الكتاب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (1).
الإقلاع عن الامر: الكف عنه، وأقلعت عنه الحمى: تركته.
والباء: للملابسة والمعنى أني ما استسلمت وانقدت لأمرك وقت إحسانك إلا متلبسا بالكف عن عصيانك فقط، ولم تقع مني طاعة أخرى، والغرض من ذلك الإقرار بأنه لم يقم بجميع ما يقتضيه الاستسلام من امتثال الأوامر واجتناب
مررت بالرجل الكريم، والنسمة المباركة، فإنهم جردوا من الرجل الكريم آخر مثله متصفا بصفة البركة، وعطفوه عليه كأنه غيره، وهو هو في نفس الأمر، تحقق أن ما نحن فيه منه، وأن التعريف المذكور منطبق عليه.
فإن قلت: من أي أقسام التجريد هو؟ قلت: هو من قسم ما دل عليه السياق، كقول الشاعر:
ولئن بقيت لأرحلن بغزوة * تحوي الغنائم أو يموت كريم فإن السياق دل على أنه أراد بالكريم نفسه، وكذلك ما نحن فيه من عبارة الدعاء ونحوها، وتقدير المثل فيها حفظا للقاعدة النحوية لا ينافي ما قررناه من التجريد، بل هو مقتضاه لحصول المغايرة به، فاحفظ ذلك فإنه عزيز، وربما زل فيه كثير من الأفهام، وهو من خصائص هذا الكتاب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (1).
الإقلاع عن الامر: الكف عنه، وأقلعت عنه الحمى: تركته.
والباء: للملابسة والمعنى أني ما استسلمت وانقدت لأمرك وقت إحسانك إلا متلبسا بالكف عن عصيانك فقط، ولم تقع مني طاعة أخرى، والغرض من ذلك الإقرار بأنه لم يقم بجميع ما يقتضيه الاستسلام من امتثال الأوامر واجتناب