وجوارحنا بطاعتك عن كل طاعة.
فإن قدرت لنا فراغا من شغل فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا
____________________
إذا عرفت ذلك ظهر لك سر قوله عليه السلام: «وأشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر»، فإنه طلب لأكمل أفراده وأرفع مراتبه التي هي مرتبة المحبة ومقام الفناء، فاعلم. ولما كان الشكر باللسان أدل أفراد الشكر على الاعتراف بالنعمة، سأل عليه السلام شغل الألسنة به واستغراقها فيه، وأدمج في ذلك سؤال الإغناء عن الخلق وعن الافتتان بشكرهم، المستلزم للصرف عن الله والتوجه إلى القبلة الحقيقية، وعدم الاستعداد لنفحات الله بالتوجه إلى غيره واشتغال نفسه بذلك الغير، كما قال أمير المؤمنين: اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبذل جاهي بالإقتار، فأسترزق طالبي رزقك، وأستعطف شرار خلقك، وأبتلي بحمد من أعطاني، وأفتتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك ولي الإعطاء والمنع، إنك على كل شئ قدير (1). جوارح الإنسان: أعضاؤه التي يعمل بها ويكتسب، والمراد بشغلها بطاعته تعالى عن كل طاعة استغراقها في الأعمال بها فلا تشتغل بطاعة غيره، وفيه أيضا إدماج سؤال الإكرام عن الاحتياج إلى التزام طاعة أحد من المخلوقين.
وأما طاعة الرسول وأولي الأمر والوالدين فمن طاعة الله سبحانه.
قدرت: أي قضيت وحكمت.
وأما طاعة الرسول وأولي الأمر والوالدين فمن طاعة الله سبحانه.
قدرت: أي قضيت وحكمت.