رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٥١
حتى لا نرغب إلى أحد مع بذلك، ولا نستوحش من أحد مع فضلك.
____________________
والوحشة: الانقطاع وبعد القلوب من المودات، وهو المراد هنا.
وقال الجوهري: «الوحشة: الخلوة والهم» (1).
والمعنى الثاني صحيح هنا أيضا دون الأول وهي من الوحش وهو ما لا يستأنس من دواب البر.
والقاطعين: جمع قاطع من القطيعة ضد الصلة، يقال: قطع فلان صديقه قطيعة: إذا هجره، وقطع رحمه قطيعة: إذا هجرها وصد عنها، وذلك بترك البر والإحسان إليها.
والصلة: ضد القطيعة. والباء في الفقرتين من قوله عليه السلام: «بهبتك وبصلتك»: للسببية. والمراد بصلته تعالى: بره وإحسانه، ورحمته مأخوذ من صلة الرحم.
قال ابن الأثير: «وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين، من ذوي النسب والأصهار، والتعطف عليهم والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن بعدوا أو أساؤا، وقطع الرحم ضد ذلك كله يقال: وصل رحمه يصلها وصلا وصلة، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة، فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر» (2) انتهى. «حتى» هذه بمعنى «كي» التعليلية أي: كي لا نرغب، مثلها في قوله تعالى:
هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا (3) وقولك:
أسلم حتى تدخل الجنة.
ورغب إليه رغبا محركة: سأله.

(١) الصحاح للجوهري: ج ٣ ص ١٠٢٥.
(٢) النهاية لابن الأثير: ج 5 ص 191.
(3) سورة المنافقون: الآية 7.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست