رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٠٦
واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه.
____________________
الكلام السابق والتقدير: وارضهم من رضوانك بسبب ما ذكر من جميل أعمالهم وبما حاشوا الخلق عليك.
و «ما»: مصدرية أي: بحوشهم. يقال: حشت عليه الصيد، وأحشته إذا سقته إليه وجمعته عليه.
وفي القاموس: «حاش الصيد جاءه من حواليه يصرفه إلى الحبالة والإبل جمعها وساقها» (1). انتهى.
والمعنى: بسبب جمعهم الناس على دينك وترغيبهم لهم في طاعتك، وعلى هذا فحاشوا بضم الشين كقالوا وناموا، وفي نسخة بفتح الشين فأصله: حاشووا كفاعلوا، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فالتقى ساكنان الألف وواو الجماعة فحذفت الألف فصار حاشوا بفتح الشين أي: جانبوا الخلق، وصاروا على حاشية كل شيء: ناحيته وطرفه الأقصى.
و «على» من قوله: «عليك» للتعليل أي: لك، والمعنى: اعتزلوا الناس وجانبوهم لأجلك، كما قال الكوفيون في قوله تعالى: وقلن حاش لله (2) أن المعنى: جانب يوسف المعصية لأجل الله تعالى.
وكانوا مع رسولك: أي مجتمعين ومشتركين. واللام من قوله: «لك» للاختصاص متعلقة بمحذوف صفة للدعاة أي: كائنين لك، فهو ظرف مستقر، وإليك ظرف لغو متعلق بالدعاة أي: دعاة إلى طاعتك والدخول في دينك.
أي: جازهم بجزيل الأجر على تركهم لأجلك ديار قومهم، ولما كان سبحانه

(١) القاموس المحيط: ج ٢ ص ٢٧٠. وفيه " ليصرفه إلى الحبالة كأحاشه وأحوشه ".
(2) سورة يوسف: الآية 31.
(١٠٦)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، سورة يوسف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست