____________________
قال بعض العلماء: ظهور الأشياء: هو انكشافها للحس أو للعقل انكشافا بينا، ويقابله بطونها أي: خفاؤها عن أحدهما.
ولما ثبت أنه تعالى منزه عن الجسمية ولواحقها علم أن المراد بظهور الأشياء عنده علمه بها، إذ كل ممكن وإن خفي على غيره فهو ظاهر في علمه. فظهور البواطن عنده عبارة عن علمه سبحانه بخفيات الأمور ومضمرات السرائر، فعلمه نافذ في كل مستتر وغائب بحيث لا يستره ساتر ولا يحجبه حاجب حتى أنه يعلم ما دق من عقائد القلوب وأسرار الصدور وخطرات الخواطر.
وإنما عبر عن علمه تعالى بعدم الخفاء في قوله: إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (1) وقوله: وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء (2) إيذانا بأن علمه تعالى بمعلوماته وإن كانت، في أقصى الغايات الخفية ليس من شأنه أن يكون على وجه يمكن أن يقارنه شائبة خفاء بوجه من الوجوه كما في علوم المخلوقين بل هو في غاية الوضوح والجلاء.
وإنما خص البواطن بالذكر دون الظواهر لأن من ظهر عنده الباطن فظهور الظاهر أولى، أو لأن ما من شيء يظهر إلا وهو أو مباديه قبل ذلك باطن، فكان الباطن أصلا للظاهر، فذكر الأصل وإن كان علمه تعالى بهما في الحقيقة على السواء فإن علمه تعالى بمعلوماته ليس بطريق حصول صورها بل وجود كل شيء في نفسه علم بالنسبة إليه تعالى، فإذا كان علمه بهذا المعنى لا تختلف الحال بين الأشياء البارزة والكامنة.
وفضحته فضحا من باب نفع: كشفته.
قال الفيومي في المصباح: وفي الدعاء: «لا تفضحنا بين خلقك» أي: استر
ولما ثبت أنه تعالى منزه عن الجسمية ولواحقها علم أن المراد بظهور الأشياء عنده علمه بها، إذ كل ممكن وإن خفي على غيره فهو ظاهر في علمه. فظهور البواطن عنده عبارة عن علمه سبحانه بخفيات الأمور ومضمرات السرائر، فعلمه نافذ في كل مستتر وغائب بحيث لا يستره ساتر ولا يحجبه حاجب حتى أنه يعلم ما دق من عقائد القلوب وأسرار الصدور وخطرات الخواطر.
وإنما عبر عن علمه تعالى بعدم الخفاء في قوله: إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (1) وقوله: وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء (2) إيذانا بأن علمه تعالى بمعلوماته وإن كانت، في أقصى الغايات الخفية ليس من شأنه أن يكون على وجه يمكن أن يقارنه شائبة خفاء بوجه من الوجوه كما في علوم المخلوقين بل هو في غاية الوضوح والجلاء.
وإنما خص البواطن بالذكر دون الظواهر لأن من ظهر عنده الباطن فظهور الظاهر أولى، أو لأن ما من شيء يظهر إلا وهو أو مباديه قبل ذلك باطن، فكان الباطن أصلا للظاهر، فذكر الأصل وإن كان علمه تعالى بهما في الحقيقة على السواء فإن علمه تعالى بمعلوماته ليس بطريق حصول صورها بل وجود كل شيء في نفسه علم بالنسبة إليه تعالى، فإذا كان علمه بهذا المعنى لا تختلف الحال بين الأشياء البارزة والكامنة.
وفضحته فضحا من باب نفع: كشفته.
قال الفيومي في المصباح: وفي الدعاء: «لا تفضحنا بين خلقك» أي: استر