رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤٤
وحمال الغيب إلى رسلك، والمؤتمنين على وحيك.
____________________
والرتبة منه، وهم الذين علمهم به سبحانه أكثر وخوفهم وخشيتهم له أشد، ومن كان كذلك كان أدنى منزلة عنده وأقرب مرتبة لديه، ويقال لهم: الكروبيون من كرب إذا قرب.
روى أبو جعفر الصفار في كتاب بصائر الدرجات: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم الله خلف العرش لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم، ثم قال: إن موسى عليه السلام لما أن سأل ربه ما سأل أمر رجلا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا (1).
وسئل أبو الخطاب بن دحية عن الكروبيين هل يعرف في اللغة أم لا؟ فقال:
الكروبيون بتخفيف الراء سادة الملائكة وهم المقربون من كرب إذا قرب.
قال الزمخشري في ربيع الأبرار: وفي الكروبي ثلاث مبالغات: الكروب أبلغ من القرب وأقصر مسافة، تقول: كربت الشمس أن تقرب أي كادت، وفعول بناء مبالغة وياء النسب التي في نحو الأحمري (2). الحمال: بضم أوله وتشديد ثانيه جمع كثرة لحامل كعامل وعمال.
والغيب: إما مصدر وصف به الغائب مبالغة كالشهادة في قوله تعالى: عالم الغيب والشهادة (3). أو فيعل خفف كهين في هين وميت في ميت، لكن قيل:
لم يستعمل فيه الأصل كما استعمل في نظائره. وأيا ما كان فهو ما غاب عن الحس والعقل غيبة كاملة بحيث لا يدرك بواحد منهما بطريق البداهة وهو قسمان:

(١) بصائر الدرجات: ص 69، وفيه " أمر واحدا ".
(2) ربيع الأبرار للزمخشري: النسخة المخطوطة ص 25 باب الملائكة والجن والإنس والشيطان.
(3) سورة الأنعام: الآية 73.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست