____________________
وقيل: من حاص الحمار إذا عدل بالفرار، وهو إما اسم مكان كالمبيت والمصيف، أو مصدر كالمغيب والمشيب، ومثله المهرب.
وقوله: «منك وعنك» أي: من أمرك وعن أمرك، والمراد به الموت.
فإن قلت: ألم يكن موقنا قبل ذلك بأنه لا محيص ولا مهرب له عنه حتى جعل إيقانه شرطا حاصلا لتلقيه تعالى بالإنابة، كما يقتضيه العطف على الجملة الشرطية، فيكون قد حصل له الإيقان بعد أن لم يكن؟ قلت: المراد أنه أيقن بحلول الموت به عند إدبار أيامه وتوليها، كما رأى أن مدة العمل قد انقضت وغاية العمر قد انتهت، فتحقق أنه لا محيص ولا مهرب له عنه، بتأميل فسحة في الأجل ورجاء نفس في العمر، أو أن نفسه قد استسلمت لحلوله بها فلم يكن لها نفرة ولا مهرب عنه، كما هو شأن المستسلم.
وأما قبل ذلك فإنه كان موقنا بأنه سيحل به الموت، إلا أنه كان يؤمل الحياة ويرجو البقاء بعد، فكان ذلك كالمحيص والمهرب له عن حلوله، أو أن نفسه كانت تحيد وتهرب نفرة عنه بحسب الطبع، كما قال تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (1)، أي: تنفر وتهرب، والخطاب فيه للإنسان، فإن النفرة عنه شاملة لكل فرد من أفراده طبعا، والله أعلم.
تلقاه: استقبله، أي: وجه وجهه تلقاءه وقبله.
والإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة من أناب إذا أقبل ورجع.
وأخلص لله العمل: لم يراء فيه من أخلص الماء من الكدر إذا صفا،
وقوله: «منك وعنك» أي: من أمرك وعن أمرك، والمراد به الموت.
فإن قلت: ألم يكن موقنا قبل ذلك بأنه لا محيص ولا مهرب له عنه حتى جعل إيقانه شرطا حاصلا لتلقيه تعالى بالإنابة، كما يقتضيه العطف على الجملة الشرطية، فيكون قد حصل له الإيقان بعد أن لم يكن؟ قلت: المراد أنه أيقن بحلول الموت به عند إدبار أيامه وتوليها، كما رأى أن مدة العمل قد انقضت وغاية العمر قد انتهت، فتحقق أنه لا محيص ولا مهرب له عنه، بتأميل فسحة في الأجل ورجاء نفس في العمر، أو أن نفسه قد استسلمت لحلوله بها فلم يكن لها نفرة ولا مهرب عنه، كما هو شأن المستسلم.
وأما قبل ذلك فإنه كان موقنا بأنه سيحل به الموت، إلا أنه كان يؤمل الحياة ويرجو البقاء بعد، فكان ذلك كالمحيص والمهرب له عن حلوله، أو أن نفسه كانت تحيد وتهرب نفرة عنه بحسب الطبع، كما قال تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (1)، أي: تنفر وتهرب، والخطاب فيه للإنسان، فإن النفرة عنه شاملة لكل فرد من أفراده طبعا، والله أعلم.
تلقاه: استقبله، أي: وجه وجهه تلقاءه وقبله.
والإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة من أناب إذا أقبل ورجع.
وأخلص لله العمل: لم يراء فيه من أخلص الماء من الكدر إذا صفا،