رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٦
حتى ينصرف عنا كتاب السيئات بصحيفة خالية من ذكر سيئاتنا ويتولى كتاب الحسنات عنا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا.
وإذا انقضت أيام حياتنا وتصرمت مدد أعمارنا واستحضرتنا دعوتك التي لا بد منها ومن إجابتها، فصل على محمد وآله واجعل ختام ما تحصي علينا كتبة أعمالنا توبة مقبولة.
____________________
حتى: للتعليل بمعنى كي، وهو تعليل لسؤال شغل القلوب بالذكر والألسنة بالشكر والجوارح بالطاعة، وطلب سلامة الفراغ.
وانصرف: ذهب لسبيله.
وتولى: أدبر. والمراد بكتاب السيئات وكتاب الحسنات: الملائكة الذين يكتبون على ابن آدم أعماله من حسنة وسيئة، وهم المشار إليهم بقوله تعالى:
وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون (1). وقد سبق الكلام على ذلك مبسوطا، فليراجع.
انقضى الشيء: فنى وتصرم وانقطع وذهب، وهو من الصرم بمعنى القطع.
واستحضرت الشيء: طلبت حضوره.
والدعوة: اسم من دعوته إذا طلبت إقباله، والمراد بها الموت.
ولا بد منها: أي لا محيد عن وقوعها وحصولها ولا محيد عن إجابتها.
وختام الشيء: آخره، والطين الذي يختم به على الشيء، فإن حملته على هذا

(1) سورة الانفطار: الآية 11.
(٤٥٦)
مفاتيح البحث: سورة الإنفطار (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»
الفهرست