رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٧٠
ومالك والخزنة ورضوان وسدنة الجنان
____________________
مالك: اسم مقدم خزنة النار، أعاذنا الله منها، وهو اسم مشتق من الملك والقوة حيث تصرفت حروفه، قال تعالى: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون (1).
والخزنة: الملائكة المتولون لأمرها، قال عز وجل: وقال الذين في النار لخزنة جهنم (2) وقال تعالى: عليها ملائكة غلاظ شداد (3).
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: والذي نفسي بيده لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف [بآلاف] عام، فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم (4).
رضوان: بكسر الراء وضمها علم منقول من الرضوان بمعنى: الرضا، وهو خلاف السخط، ولما كان رضوان الله تعالى أعظم السعادات وأشرف المرغوبات كما قال تعالى: ورضوان من الله أكبر (5) سمى الله تعالى رئيس خزان الجنان برضوان إذ كان دخول الجنان وسكناها من مقتضيات رضوانه.
والسدنة: جمع سادن من السدانة بالكسر، وهي خدمة الأماكن المعظمة كالكعبة والمسجد.
قال ابن الأثير: سدانة الكعبة هي خدمتها وتولي أمرها وفتح بابها وإغلاقه (6) انتهى.
وقال الزمخشري في الأساس: سدنة البيت: حجبته، وسدن الستر وسدله:
أرخاه، وهو سادن فلان وآذنه لحاجبه (7) انتهى. فظهر أن السدانة مشتقة من السدن كالستر وزنا ومعنى، كما أن الحجابة مشتقة من الحجاب ثم أطلقت على

(١) سورة الزخرف: الآية ٧٧.
(٢) سورة غافر: الآية ٤٩.
(٣) سورة التحريم: الآية ٦.
(٤) لئالي الأخبار: ج ٥ ص ١١٤.
(٥) سورة التوبة: الآية ٧٢.
(٦) النهاية لابن الأثير: ج 2 ص 355.
(7) أساس البلاغة: ص 291.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست