رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٥٠
اللهم أغننا عن هبة الوهابين بهبتك. واكفنا وحشة القاطعين بصلتك.
____________________
عيوبنا ولا تكشفها، ويجوز أن يكون المعنى: اعصمنا حتى لا نعصي فنستحق الكشف (1) انتهى.
وفي القاموس: «فضحه كمنعه: كشف مساويه فافتضح، والاسم:
الفضيحة» (2).
ولا شك أن المراد بسؤال عدم الفضيحة هنا سؤال العصمة عنها وحسم أسبابها وعدم الإعداد لها، وقوله: «عندك» يعين هذا المعنى.
أغننا: من الغناء بالفتح والمد على وزن كلام بمعنى الاكتفاء يقال: غنيت بكذا عن غيره من باب تعب إذا استغنيت به، والاسم: الغنية بالضم فأنا غني به، ويتعدى بالهمزة فيقال: أغنيته.
والهبة: العطية بلا عوض، أصلها وهب، حذفت الواو وعوضت الهاء عنها.
قال بعض العلماء: الهبة هي العطية الخالصة عن الأعواض والأغراض، فإذا كثرت العطايا والصلات سمي صاحبها وهابا. ولا يتحقق معنى الهبة إلا في الله تعالى لأنه وهب كل محتاج ما يحتاج من غير عوض.
كفى: تستعمل متعدية لواحد ومتعدية لاثنين، فالأولى بمعنى: أجزأ وأغنى تقول: كفاني الشيء أي: أغناني، والثانية بمعنى: وقى كقوله تعالى: وكفى الله المؤمنين القتال (3) أي: وقاهم.
وقيل: هي في الآية بمعنى أغنى أيضا أي: أغناهم عن القتال، وتستعمل بهذا المعنى متعدية لواحد ومتعدية لاثنين، وكلا المعنيين صحيحان هنا، إذ يصح أن يفسر قوله عليه السلام: «اكفنا» بمعنى: أغننا عن وحشة القاطعين، وبمعنى: قنا وحشة القاطعين.

(١) المصباح المنير: ص ٦٥٠.
(٢) القاموس المحيط: ج ١ ص ٢٤٠.
(3) سورة الأحزاب: الآية 25.
(١٥٠)
مفاتيح البحث: سورة الأحزاب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست