رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٩

____________________
ومن في قوله «مما وقع فيه»: للسببية، كقوله تعالى: مما خطيئاتهم أغرقوا (1)، أي: لأجل ما وقع فيه أي: سقط، شبه الذنوب والمعاصي والتقصير بالمهاوي التي يسقط فيها فعبر عن ارتكابها بالوقوع فيها على طريق الاستعارة.
قال بعض العلماء: الحياء على وجوه:
حياء الجناية: كحياء آدم نودي: أفرار منا؟ قال: بل حياء منك.
وحياء التقصير: كالملائكة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.
قيل: عند رؤية الآلاء والتقصير يتولد بينهما حال للعبد يسمى الحياء.
وحياء الإجلال: وذلك كحياء إسرافيل يتغطى بجناحيه حياء حتى يصير من الحياء كالوصع وهو طائر أصغر ما يكون. ولهذا يقال: الحياء ذوبان الحشاء لاطلاع المولى.
وقيل: إن الحياء مقسوم بين أربعة أشياء:
أحدها: النفس، وحياؤها من العصيان إذا كان ذلك بمرأى من الرحمن، قال تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم (2)، وقيل: أشد الحياء حياء النفس من قلة الحياء يوم كشف الغطاء.
والثاني: الروح، وحياؤها من قلة الإحسان، قال تعالى: وأحسن كما أحسن الله إليك (3)، وقيل في تفسير قوله تعالى: والمستغفرين بالأسحار (4):
إن ذلك للحياء من عيوب الطاعات وما كان من القيام بالليل.

(1) سورة نوح: الآية 25.
(2) سورة المجادلة: الآية 7.
(3) سورة القصص: الآية 77.
(4) سورة آل عمران: الآية 17.
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»
الفهرست