رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٥٩
ورسلك من الملائكة إلى أهل الأرض بمكروه ما ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء.
____________________
قال صاحب المحكم: لعج الحزن والحب يلعج لعجا: استحر في القلب، أي اشتد (1).
والعوالج: جمع عالج، وهو المجتمع من الرمل.
قال في المحكم: تعلج الرمل: اجتمع وعالج، رمل بالبادية كأنه منه بعد طرح الزائد، انتهى (2).
وقال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث الدعاء «وما تحويه عوالج الرمال» هو جمع عالج وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض، انتهى (3).
والمعنى كيل ما تحويه الأمطار الشديدة والمتراكمة القطر من الماء فهو من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، والأصل الأمطار اللواعج، والعوالج فقدم الصفة وجعلها نوعا مضافا إلى الجنس مثل كرام الناس، ولا يرد أن المضاف في عوالجها ضمير، والضمير لا يوصف ولا يوصف به لأن الحكم بأن المضمر لا يوصف فيما إذا كانت الصفة جارية عليه لا مضافة إليه.
إلى والباء: كلاهما متعلق برسلك، تقول: أرسلته إلى فلان بكذا، والباء:
للمصاحبة نحو اهبط بسلام.
والمكروه ما يكرهه الإنسان ويشق عليه وما موصولة ومن البلاء بيان لها.
والبلاء: اسم من بلاه يبلوه بمعنى امتحنه.
والمحبوب: مفعول من حبه يحبه من باب ضرب، والقياس أن يكون بالضم من باب قتل لكنه غير مستعمل وهي لغة في أحبه بالألف وهي الكثيرة المستعملة لكنهم استغنوا بمحبوب عن محب كما تقدم بيانه في شرح الأسناد.

(١) و (٢) المحكم: ج ١ ص ١٩٩ و ١٩٧.
(٣) النهاية لابن الأثير: ج 3 ص 278.
(٥٩)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست