____________________
تنبيه في قوله عليه السلام: «أني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت قائم بالقسط» تلميح إلى قوله تعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط (1)، فكأنه عليه السلام قال: إني أشهد بما شهدت به على نفسك وما شهد به ملائكتك وأولوا العلم من عبادك.
روى الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في تفسيره الكبير عن غالب القطان، قال: أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش، فكنت أختلف إليه، فلما كنت ذات ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام من الليل يتهجد، فمر بهذه الآية شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية، ثم قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به، واستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة، قالها مرارا. قلت: لقد سمع فيها شيئا، فصليت معه وودعته، ثم قلت: آية سمعتك ترددها، قال: لا أحدثك بها إلى سنة، فكنت على بابه ذلك اليوم وأقمت سنة، فلما مضت السنة قلت: يا أبا محمد قد مضت السنة، فقال: حدثني ابن وائل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يجاء بصاحبها يوم القيامة، فيقول الله: إن لعبدي هذا عهدا عندي وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي هذا الجنة (2). قوله عليه السلام: «رؤوف بالعباد» الرأفة أقوى في الكيفية من الرحمة، لأنها
روى الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في تفسيره الكبير عن غالب القطان، قال: أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش، فكنت أختلف إليه، فلما كنت ذات ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام من الليل يتهجد، فمر بهذه الآية شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية، ثم قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به، واستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة، قالها مرارا. قلت: لقد سمع فيها شيئا، فصليت معه وودعته، ثم قلت: آية سمعتك ترددها، قال: لا أحدثك بها إلى سنة، فكنت على بابه ذلك اليوم وأقمت سنة، فلما مضت السنة قلت: يا أبا محمد قد مضت السنة، فقال: حدثني ابن وائل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يجاء بصاحبها يوم القيامة، فيقول الله: إن لعبدي هذا عهدا عندي وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلوا عبدي هذا الجنة (2). قوله عليه السلام: «رؤوف بالعباد» الرأفة أقوى في الكيفية من الرحمة، لأنها