رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٥
وتعاطي الكلفة.
____________________
قيل: فيه إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يستحضر دائما جلال الله سبحانه وعظيم كبريائه بحسب الطاقة البشرية، ليتنور جوهر نفسه ويستعد لقبول الإشراقات القدسية، فيضاهي سكان حظائر الجبروت الذين مدحهم الله بقوله بعد هذه الآية: إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون (1).
وفي أجوبة الحسن بن علي عليهما السلام حين سأله أبوه عن أشياء من المروة، فقال له: ما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد (2).
ومن سوانح شيخنا البهائي قدس سره: غفلة القلب عن الحق من أعظم العيوب وأكبر الذنوب، ولو كانت أنا من الآنات أو لمحة من اللمحات، حتى أن أهل القلوب عدوا الغفل في أن الغفلة من الكفار (3). تعاطى الشيء: إذا أقدم عليه وفعله.
وفي القاموس: التعاطي: التناول، وتناول ما لا يحق، والتنازع في الأخذ، والقيام على أطراف أصابع الرجلين مع رفع اليدين إلى الشيء، ومنه فتعاطى فعقر، وركوب الأمر (4).
والكلفة بالضم: ما تكلفته من نائبة أو حق.
وفي الأساس: ليس عليه كلفة في هذا، أي: مشقة (5).

(١) سورة الأعراف: الآية ٢٠٦.
(٢) نهج السعادة: ج ١ ص ٥٥١.
(٣) سوانح للشيخ البهائي: كتاب فارسي وجميعه أشعار. فترجم المؤلف قدس سره الأشعار بهذه العبارات.
(٤) القاموس المحيط: ج ٤ ص ٣٦٤.
(5) أساس البلاغة: ص 550.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست