رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٦١
وإنما يعطي المعطون من فضل جدتك، فصل على محمد وآله واعطنا.
____________________
ويستحقه كان هو المعطي لكل مكتف كماله وقوته، فصح أن كل مكتف إنما يكتفي بسبب قوته الزائدة على كل قوة بالمعنيين المذكورين لها.
وروي أن الحسن قال: وا عجبا لنبي الله لوط إذ قال: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (1) أتراه أراد ركنا أشد من الله تعالى (2) المعطون: جمع معطي: اسم فاعل من أعطى يعطي إعطاء والأصل: المعطيون بكسر الطاء وضم الياء، حذفت ضمة الياء للاستثقال ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وحذفت الكسرة التي كانت قبل الياء لئلا يلزم قلب الواو ياء لوقوعها ساكنة أثر كسرة، ثم عوض من الكسرة الضمة لمناسبة الواو. وإن شئت قلت:
استثقلت الضمة على الياء فنقلت منها إلى ما قبلها بعد سلب حركة ما قبلها ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وقس على ذلك كل اسم منقوص يجمع جمع المذكر السالم.
والجدة: بكسر الجيم وفتح الدال المهماة مخففة كهبة الغني.
قال ابن الأثير: «في أسمائه تعالى الواجد هو الغني الذي لا يفتقر، وقد وجد يجد جدة: أي استغنى غنى لا فقر بعده» (3) انتهى.
وأصلها: وجد بالواو حذفت الواو وعوض منها الهاء كما في عدة وهية. صلة.
وإنما حصر إعطاء المعطين في كونه فضل جدته لما علمت أنه تعالى مستند جميع الموجودات، وكل ممكن فهو مفتقر في طرفيه، منته في سلسلة الحاجة إليه، فكل معط غيره مجاز لا حقيقة.

(١) سورة هود: الآية ٨٠.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ٦ ص ١٩٥.
(٣) النهاية لابن الأثير: ج 5 ص 155.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست